المصري اليوم

2025-03-13 07:30

متابعة
قلعة القصير التاريخية حامية البحر الأحمر عبر العصور

تُعد قلعة مدينة القصير واحدة من أهم المعالم التاريخية في مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، حيث شهدت على مدار قرون طويلة أحداثًا سياسية وعسكرية شكّلت جزءًا من تاريخ المنطقة وبُنيت القلعة عام 1571م خلال حكم السلطان سليم الثاني، وكان الهدف الأساسي من إنشائها حماية ميناء القصير من الهجمات وتأمين طرق الحجاج والتجار حيث تظل قلعة القصير صرحًا تاريخيًا يعكس أهمية المدينة كميناء استراتيجي على البحر الأحمر.وبينما تواصل القلعة صمودها أمام الزمن، فإن الحفاظ عليها وترميمها يعد واجبًا وطنيًا، فهي ليست مجرد حصن قديم، بل شاهدٌ على التاريخ، ومرآةٌ لحضارةٍ امتدت عبر العصور.

حكاية القلعة بين الوثائق والتاريخ

أُقيمت القلعة بأمر من الوالي العثماني سنان باشا بعد تلقيه خطابًا من السلطان العثماني، وجاء في الرسالة أن الميناء كان عرضة لغارات القبائل العربية، مما أدى إلى تدمير المنطقة وإجبار سكانها على الفرار. وبناءً عليه، صدرت الأوامر ببناء حصنٍ متينٍ يحمي الميناء وسكان المدينة، ويضمن استمرار التجارة ومرور قوافل الحجاج بسلام.

القلعة في مواجهة الغزاة

خلال تاريخها الطويل، لعبت قلعة القصير دورًا استراتيجيًا في عدة معارك وأحداث عسكرية بارزة، منها محاولة الحملة الفرنسية السيطرة عليها في فبراير 1799م، والتي باءت بالفشل واستيلاء الفرنسيين بقيادة بليار على القلعة في مايو 1799م والهجوم البحري الإنجليزي في أغسطس 1799م، والذي تسبب في اختراق الجدار الجنوبي وهدم الباب الرئيسي ونزول الجيش الإنجليزي-الهندي في مايو 1801م لطرد الفرنسيين واستخدامها قاعدة عسكرية خلال حملة محمد علي باشا ضد الوهابيين عام 1816م ومرابطة حامية عسكرية مصرية في القلعة خلال الثورة المهدية في السودان عام 1881م.

الترميمات والحفاظ على القلعة

خضعت القلعة لعدة عمليات ترميم، كان أبرزها في عهد محمد سعيد باشا عام 1859م، حيث تم تجديد الجزء العلوي من السور، ثم جرت عمليات ترميم أخرى في عام 1861م باستخدام الطوب والحجارة.

وصف معماري فريد

وتتميز القلعة بتصميم معماري دفاعي قوي، حيث تضم أربعة أبراج، وجدرانًا بسمك يتراوح بين 26 إلى 30 سم، وهي مبنية من الحجر الجيري. في داخلها عدد قليل من الغرف، كما تحتوي على بئر مياه كانت تستخدم لسقاية الماشية. وعلى بعد مائة خطوة من القلعة كان يوجد خزان مياه قديم بسعة 45 مترًا مكعبًا، والذي كان يمتلئ بمياه الأمطار عبر مسارب طبيعية بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مسجد وأضرحة بجوار القلعة، إلا أن الفرنسيين قاموا بهدمها خلال احتلالهم للمنطقة.

القلعة اليوم.. رمزٌ للصمود والتاريخ

ورغم مرور الزمن، لا تزال قلعة القصير شاهدة على حقبة تاريخية هامة من تاريخ البحر الأحمر، وتجذب السياح والباحثين في مجال الآثار والتاريخ. تُعد القلعة اليوم أحد المعالم المهمة التي تعكس الطابع العسكري العثماني، ودورها الحيوي في تأمين البحر الأحمر قديمًا.
للإطلاع على النص الأصلي
54
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات