في إحدى القاعات المزدحمة بمحكمة جنايات طنطا الاقتصادية، وقف أحمد أبوزيد، اليوتيوبر الشهير، منتظرًا قرار المحكمة الذي سيحدد مصيره، دقائق مرت وكأنها ساعات، حتى أعلن القاضي الحكم: «براءة» لحظة صمت تبعتها تنهيدة ارتياح من المتهم، الذي وجد نفسه في قلب قضية أثارت الجدل القانوني والإعلامي حول ملابسات القبض عليه طوال الأشهر الماضية.

تفاصيل القبض على أحمد أبوزيد

بتاريخ 30 ديسمبر 2024، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحمد أبوزيد بتهمة التعامل غير المشروع في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية، ووفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية في بيان رسمي، تم ضبطه وبحوزته مبلغ يزيد على 163 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى هاتف محمول يحتوي على رسائل تؤكد تورطه في هذا النشاط غير القانوني.

بعد ساعات من القبض عليه، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا نفت فيه صحة ما تم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي زعمت أن القبض على أحمد أبوزيد جاء لمنعه من المشاركة في إحدى المسابقات الإلكترونية لصناع المحتوى.

وأوضحت الوزارة في هذا التوقيت أن ضبط أبوزيد جاء بناءً على إجراءات قانونية متبعة، بعدما تأكدت الجهات المختصة من تورطه في التعامل بالنقد الأجنبي خارج نطاق السوق الرسمية، مشيرة إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة، والتي قررت بدورها إحالته إلى المحكمة الاقتصادية لمتابعة القضية.

 التحقيق مع أحمد أبوزيد في النيابة النيابة

عقب القبض عليه، تم تحرير محضر رسمي وإحالته إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات وأمرت بحبسه احتياطيًا على ذمة القضية، وخلال التحقيقات، تم فحص الأدلة والمضبوطات، والاستماع إلى أقوال الضابط المسؤول عن ضبطه، بالإضافة إلى شهادة عدد من الشهود.

في أثناء جلسات المحاكمة، دفع محامي أحمد أبوزيد، محمد عمر، بعدة نقاط دفاعية أبرزها وجود تضارب في أقوال الضابط المسؤول عن عملية الضبط، حيث وردت معلومات متناقضة حول تاريخ الواقعة بين محضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة العامة.

كما أشار المحامي إلى أن الضابط ادعى التنكر لضبط المتهم، رغم كونه معروفًا لدى أهالي المنطقة بحكم عمله السابق كرئيس لمباحث السنطة لمدة سبع سنوات. وأكد الدفاع أن الأموال المضبوطة بحوزة موكله لها مصدر شرعي، وتم تقديم مستندات تثبت ذلك.

وفي تصريحات إعلامية، أوضح المحامي أن القبض على أحمد أبوزيد جاء بعد حملة دعم كبيرة حظي بها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ترشيحه ضمن قائمة الفائزين المحتملين بجائزة المليون دولار المقدمة من «قمة المليار متابع».

تداول القضية في المحكمة

خلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة إلى دفوع الدفاع، وتم استجواب الشهود وتقديم المستندات اللازمة، وبعد جلسات مطولة، قررت المحكمة رفع الجلسة للمداولة، قبل أن تصدر حكمها النهائي ببراءة أحمد أبوزيد من التهم المنسوبة إليه، مستندة إلى عدم كفاية الأدلة لإثبات ارتكابه للجريمة.

من هو أحمد أبوزيد؟

 أحمد أبوزيد هو صانع محتوى مصري وُلد في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ودرس الهندسة المدنية. بعد تخرجه، عمل لفترة في مجاله، لكنه قرر التفرغ لإنشاء المحتوى التعليمي عبر الإنترنت.

أطلق قناته «دروس أونلاين» عام 2013، والتي حققت نجاحًا كبيرًا بفضل تقديمه محتوى تعليمي يركز على تطوير المهارات الشخصية، مثل تعلم اللغات الأجنبية، تصميم الجرافيك، وكتابة المحتوى، بالإضافة إلى نصائح حول تنظيم الوقت وزيادة الإنتاجية.

بفضل اهتمامه بجودة المحتوى، أصبحت قناته واحدة من أبرز القنوات التعليمية في العالم العربي، حيث تجاوز عدد مشتركيها 8 ملايين مشترك، وحققت مشاهدات بعشرات الملايين على مدار السنوات. كما قدم سلسلة دروس مبتكرة لتعليم اللغة الإنجليزية، مستندًا إلى تجربته الشخصية في تعلم اللغات.