أودعت الدائرة 16 بمحكمة جنايات الجيزة حيثيات حكمها الصادر بالإعدام شنقًا على المتهمين في قضية مقتل الطالبة «آية وحيد»، التي قتلت بوحشية على يد والدها وزوجته.
صدر الحكم برئاسة المستشار عصام أبوالعلا وعضوية المستشارين حسام الباز وشريف الكلحي.
كشفت المحكمة في حيثياتها أنها، وبعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة ومرافعة الدفاع، اطمأنت تمامًا إلى أدلة الثبوت المستخلصة من التحقيقات وشهادات الشهود والتقارير الفنية.
تفاصيل الواقعة كما وردت في التحقيقات
المتهم الأول «وحيد رمضان»، هو والد المجني عليها «آية وحيد» طالبة بالصف الأول الثانوي، بعد أن طلق والدتها عام 2011، لم يتواصل معها أو ينفق عليها حتى بلغت السادسة عشرة من عمرها، في رمضان الماضي، تواصلت المجني عليها مع والدها طالبة الإقامة لديه لفترة قصيرة، فوافق على استقبالها في منزله الكائن ببلدة منشأة البكاري، حيث يعيش مع زوجته المتهمة الثانية «حنيفة علي» وأطفالهما الثلاثة.
في البداية، أبدى الأب اهتمامًا بابنته، مما أثار غيرة زوجته التي بدأت في التحرش بها لفظيًا وتحريض الأب ضدها، مدعية أنها تتحدث مع شباب وتعود متأخرة. ومع تصاعد التوتر، أخذ الأب يضربها بناءً على وشايات زوجته، حتى قرر التخلص منها نهائيًا بعد أن أوهمته زوجته بأنها ستجلب له العار.
التنفيذ البشع للجريمة
في 29 أبريل 2024، وبعد مرور أسبوعين على إقامتها في المنزل، استقر الأب وزوجته على تنفيذ مخططهما، طلب المتهم الأول من زوجته إبعاد أطفالهما عن الشقة، فذهبت بهم إلى منزل أهلها، ثم عادت لمساعدته، استل الأب سكينًا، ودخل على ابنته وهي نائمة، بينما وقفت زوجته تراقب، بلا رحمة، نحرها بدم بارد، تاركًا إياها تنزف حتى فارقت الحياة.
لم يكتف الأب بالقتل، بل شرع في تشويه جثة ابنته لإخفاء هويتها، مستخدمًا سكينًا وزرادية لقطع رأسها ويديها وساقيها، ثم وضع الأعضاء المبتورة في حقيبة، ولف باقي الجثة في سجادة وربطها بحبل بلاستيكي، خرج المتهمان ليلًا، وألقيا الحقيبة في أرض مهجورة بها قمامة على طريق منشأة البكاري الجديد، بعد ذلك، استعانا بسائق «توك توك» دون علمه بطبيعة الحمولة لنقل الجثة المتبقية وإلقائها في نفق مظلم أسفل الطريق الدائري بكفر طهرمس.
اكتشاف الجريمة والقبض على المتهمين
في صباح اليوم التالي، عثر عمال نظافة على الجثة المقطعة، وأبلغوا الشرطة، تولت الجهات المختصة التحقيق في القضية، وبمراجعة التحريات، تم تحديد هوية الضحية والقبض على المتهمين في منزلهما، قاد الأب رجال الأمن إلى أماكن التخلص من أجزاء الجثة، حيث تم العثور على الحقيبة وبداخلها الرأس والأطراف،كما تم ضبط السكين المستخدم والتوك توك.
بناءً على هذه الأدلة، رأت المحكمة أن الجريمة تمت عن سبق إصرار وترصد، وفيها من القسوة والتجرد من الإنسانية ما يستوجب أقصى العقوبات، فقضت بإعدام المتهمين شنقًا.