يتبادر إلى أذهان الكثير سؤال فاده: من أول من سمى رمضان بهذا الاسم؟ ويمكن الإجابة على هذا التساؤل من خلال البحث في أصل تسمية شهر رمضان الذي يرجع إلى اللغة العربية القديمة، حيث كان العرب يطلقون أسماء على الشهور القمرية وفقًا للأحداث التي توافقها، وقد صادف تسمية شهر رمضان فصل الصيف الحار، حيث كانت «ترمض» فيه الفصال (صغار الإبل) فتقوم من مبركها لطلب الظل.
أقوال العلماء في تسمية «رمضان» بهذا الاسم
هناك أقوال أخرى حول سبب تسمية رمضان بهذا الاسم، منها:
الرأي الأول
أن تسمية الشهر بـ«رمضان» مأخوذة من «الرَمَض» وهو شدة الحر، حيث كان هذا الشهر يأتي في وقت شديد الحرارة.
الرأي الثاني
أن تسمية الشهر بـ«رمضان» مشتقة من «الرمض» بمعنى حرق الذنوب، حيث يعتبر شهر رمضان فرصة للتوبة والمغفرة.
وبذلك، فإن اسم رمضان كان موجودًا قبل نزول القرآن الكريم، وقد استمر استخدامه في الإسلام لما يحمله من معانٍ ودلالات.
تفاصيل أسباب تسمية «رمضان» بهذا الاسم
يقال إن الجد الخامس للنبي محمد، كلاب بن مرة، اقترح اشتقاق أسماء الأشهر من الأماكن العربية والظروف المناخية، وكان اسم شهر رمضان اقتراحا منه، حيث إنه جاء في تلك الأثناء في الصيف حيث الجو شديد الحرارة.
مراحل تطور الاسم عند العرب
مر شهر رمضان بأسماء عدة فكان العرب يسمونه:
1- «ناتق» حيث إنه كان يزعجهم بشدته، فيما فسر آخرون سبب التسمية بكثرة الأموال التي كانت تجبيها العرب فيه.
2- «ناطل» ومن معانيها «النطل» وهو ما يرفع من نقيع الزبيب بعد السلاف الجرعة من الماء واللبن.
3- «تاتل» وهو الشخص الذي يغترف الماء من البئر أو العين.
4- «زاهر» لأن هلال رمضان كان يوافق مجيئه وقت ازدهار النبات عند العرب في البادية في الجاهلية الأولى.
صاحب الصحاح الجوهري
يرى صاحب الصحاح الجوهري أن العرب المستعربة حينما نقلوا أسماء الشهور عن لغة العرب العاربة عاد وثمود وغيرهما سموا الشهور بحال الأزمنة التي وقعت فيها عند التسمية فاتفق أنهم حينما أرادوا تغيير اسم «ناتق» وهو اسم شهر رمضان عند العرب العاربة وكان الحر والرمض في أشده، فسموه رمضان وأكد ذلك الماوردي.
ماذا قال صاحب «الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية»؟
ذكر خليل عبدالكريم في كتابه «الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية» أن العرب في الجاهلية كانوا يقدسون شهر رمضان ويعظمونه إذ لم يكن شهرا عاديا كبقية الأشهر بل إنهم كادوا يحرمون فيه القتال فيه كما هو شأن الأشهر الحرم.
واستقر الاسم عند رمضان وهو من «الرمض» أي شدة الحر، ومنهم من قال إنها مشتقة من «الرمضاء» في المرحلة الثانية من العصر الجاهلي وهي مرحلة العرب المستعربة، حسب كتب اللغة.
وشهر رمضان من الأيام المباركة، وله منزلة خاصة في قلوب المسلمين، ففيه نزل القرآن، وفيه ليلة القدر التي وصفها القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر.