بدات محافظة بني سويف الاحتفال بعيدها القومي الذي يوافق 15 مارس، وهو اليوم الذي يتذكره الجميع بوصفه علامة فارقة في تاريخ مقاومة الاحتلال الإنجليزي أثناء ثورة 1919 ومع مرور 106 أعوام، تحولت محافظة بني سويف إلى نموذج حي للنهضة الاقتصادية والاجتماعية في صعيد مصر، بفضل مشروعات قومية ضخمة وأحداث تاريخية شهدتها المدينة على مر الأزمان واعدت المحافظة برنامجا يبدا من اول مارس حتى يوم 15 مارس القادم لاحتفال ابناء المحافظة بعيدها القومى.

من الثورة إلى التنمية وعصر الإنجازات القومية

يقول الدكتور محمد غنيم محافظ بنى سويف يوم 15 مارس 1919 كان نقطة تحول رئيسية في تاريخ بني سويف، فقد انطلق الآلاف من أهالي المحافظة في مظاهرات قوية ضد الاحتلال الإنجليزي، حاملين شعارات الثورة مثل «الاستقلال التام أو الموت الزؤام». أهالي المدينة تمكنوا من طرد القاضي الإنجليزي من المحكمة في ميدان المديرية (ميدان الشهداء الآن).

وهجّموا على الجنود الإنجليز، مما أدى إلى استشهاد «محمد عبدالنبى ميهوب» أول شهيد في تلك الأحداث. كان لأحداث هذا اليوم تأثير كبير في تعزيز الهوية الوطنية للمصريين بشكل عام، وخصوصًا أبناء بني سويف الذين سطروا بطولات شعبية ومقاومة للاحتلال.

ويؤكد المحافظ على «شخصيات تاريخية تخلدها الذاكرة فيما يخص البطولات النسائية، تبرز سيرة الجدة»تيتل«من قرية إمبيشى مركز ناصر، التي أظهرت شجاعة نادرة في مواجهة الاحتلال الإنجليزي بعد استشهاد أحد أبنائها أثناء الدفاع عن القرية. استطاعت الجدة تيتل قيادة مقاومة شعبية قوية حتى استشهاد ابنها الثاني، مما جعلها رمزًا من رموز البطولة النسائية في تاريخ الثورة، كذلك، تسجل مدينة الواسطى بطولات لم تُمح من ذاكرة التاريخ، حيث قام أهالي المدينة بشن هجمات على قوات الاحتلال، واستولوا على مركز الشرطة وقطعوا خط السكة الحديد، ما شكل معركة شرسة شهدها العالم وخلدت في كتب المؤرخين.

من جانبه قال محافظ بنى سويف: "لدينا أكبر كورنيش على مستوى الصعيد ومستشفى أهناسيا التخصصى لخدمة مليون مواطن و4 جامعات في لؤلوة الصعيد"،

وأشار إلى أن هناك مزيجا بين الماضي والمستقبل".

كانت محافظة بني سويف احتفلت بعيدها القومي الـ106 بمجموعة من الفعاليات التي جمعت بين الإرث التاريخي والإنجازات الحديثة. الحفل شهد عرضًا لعدة مجسمات تجسد معالم المحافظة التاريخية، مثل مجسم مئذنة دلاص الفاطمية، بالإضافة إلى مجسمات لأهم المشاريع القومية مثل محطة كهرباء غياضة والعديد من المشاريع التنموية التي شكلت نقلة نوعية للمحافظة في ظل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

واستعرضت الاحتفالية عدة عروض فنية ورياضية شارك فيها طلاب المدارس والشباب، بالإضافة إلى استعراض جوي للطائرات الحربية من قاعدة بني سويف الجوية، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بالماضي والحاضر.

ويرى المحافظ أن التنمية المستدامة شهدتها المحافظة وحققت نقلة نوعية لبني سويف«لقد شهدت محافظة بني سويف خلال السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في مختلف المجالات، بدءًا من قطاع النقل والطرق، حيث تم تطوير محور عدلي منصور، مرورًا بمشروعات»حياة كريمة«التي أسهمت بشكل كبير في تحسين جودة الحياة في القرى، وصولًا إلى مشروعات الطاقة مثل محطة كهرباء غياضة. كذلك، يتم تنفيذ مشروعات ضخمة في مجال الصحة والتعليم، فضلًا عن جهود كبيرة في تطوير السياحة والزارعة والمحافظة بها في العام المنقضى اكبر كورنيش في الصعيد ومستشفى اهناسيا التخصصى تخدم مليون مواطن و4 جامعات تكنولوجية وجامعة بنى سويف الحكومية والاهلية وجامعة خاصة تخدم 4 مليون مواطن في المحافظة

عيد بني سويف القومي الـ106 احتفال بالتاريخ والتطور والمستقبل

وقال بلال حبش نائب محافظ بنى سويف أن المحافظة شهدت تحولات عميقة في المجالات الخدمية والتنموية بفضل مشروعات قومية كبرى تم تنفيذها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. بلغت الاستثمارات التي ضختها الدولة إلى 118 مليار جنيه منذ عام 2014، مما أدى إلى نقل بني سويف إلى مرحلة جديدة من النهضة والازدهار في كافة المجالات. ومن أبرز هذه المشاريع:محور عدلي منصور: تم إنشاء هذا المحور في جنوب بني سويف ليُسهم في تسهيل حركة المرور ويُقلل من التكدسات المرورية على كوبرى النيل القديم، والذي كان يتعرض لصيانة متكررة. حيث يربط المحور بين العديد من الطرق الرئيسية، ويشمل 3 كبارى تمتد على النيل والسكة الحديد والطريق الزراعى، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة ومبادرة حياة كريمة: مشروع رئاسي تم تنفيذه في مركزى ببا وناصر بمحافظة بني سويف، ويتضمن أكثر من 1600 مشروع في مجالات المياه والصرف الصحي، وطرق، وتوصيل الغاز والكهرباء، ومجمعات خدمات حكومية، بتكلفة 12 مليار جنيه. هذا البرنامج الذي يهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين في القرى، يلعب دورًا محوريًا في إحداث تحولات حقيقية على مستوى الريف المصري.

ومحطة كهرباء غياضة الشرقية: تُعد محطة كهرباء غياضة من أكبر محطات توليد الكهرباء في مصر بطاقة 4800 ميجاوات، وتعمل وفق أحدث التقنيات العالمية. ويُعتبر هذا المشروع من المشاريع الضخمة التي تُسهم في تحسين البنية التحتية للطاقة في مصر ومشروعات النقل: شهدت بني سويف إنشاء مشروعات ضخمة لتطوير الطرق والكبارى، منها كوبرى المديرية وكوبرى ميدان الفشن الحر، بالإضافة إلى تطوير مرسى النيل الشرقي لجذب السياح وزيادة فرص العمل ومشروعات صحية: تم إنشاء مستشفى أهناسيا التخصصى لتقديم خدمات صحية متكاملة لأهالى المنطقة بتوفير وحدات رعاية مركزة وحضانات، مما يساهم في رفع جودة الرعاية الصحية في المحافظة وفى الزراعة والتصنيع الزراعي: بني سويف تشتهر بإنتاج النباتات الطبية والعطرية، حيث تحتل مكانة مميزة في تصدير هذه المحاصيل إلى دول العالم. تعمل 20 شركة محلية على تصدير أكثر من 40% من الإنتاج المصري في هذا القطاع وفى التنمية السياحية: تتبنى المحافظة مشروعات سياحية مثل مشروع الممشى السفلى على نهر النيل في بني سويف، الذي يقدم بيئة جمالية متميزة لمواطني المحافظة وزوارها، ويعتبر من أبرز المشروعات الترفيهية على غرار فينيسيا الصعيد.

واضاف بلال حبش نائب محافظ بنى سويف اليوم، وبينما تحتفل محافظة بني سويف بذكرى 15 مارس، فإن أبناءها يتطلعون إلى المستقبل بنفس الروح الوطنية التي سادت في ثورة 1919. تظل المحافظة شاهدًا على تاريخ طويل من الكفاح والتضحيات، وفي نفس الوقت، هي نموذج حي للتقدم التنموي في مصر الحديثة، وتستمر في النمو والازدهار بفضل جهود الحكومة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير حياة أفضل للأجيال القادمة.