الأقصر - محمد محروس:

في قصة ملهمة تجسد معاني الصبر والكفاح، حصلت السيدة مريم محمد علي، أخصائية النساء والتوليد، على لقب الأم المثالية لمحافظة الأقصر، بعد رحلة طويلة من التحديات والتضحيات، صنعت خلالها مستقبلًا مشرقًا لبناتها رغم كل الصعاب.

بدأت المحنة عام 1996 عندما فقدت زوجها بسبب مرض ضمور العضلات، تاركًا لها مسؤولية ثلاث بنات في عمر الزهور، ومعاشًا لا يتجاوز 300 جنيه، مبلغ بالكاد يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية، لكن مريم لم تستسلم ولم تجعل الظروف تحدد مصيرها أو مصير بناتها.

بإرادة حديدية، واصلت العمل بجد في مجال النساء والتوليد، ولم تدخر جهدًا في تربية بناتها وتعليمهن، تحملت مسؤولية البيت وحدها، واضطرت لموازنة عملها الشاق مع دورها كأم، لتوفر لهن حياة كريمة وتعليمًا متميزًا.

ورغم كل التحديات، نجحت في تحقيق حلمها، حيث تخرجت بناتها الثلاث من كلية الطب، ليصبحن طبيبات ناجحات، يسهمن في خدمة المجتمع مثل والدتهن.

ابنتها الكبرى منى تعمل أخصائية نفسية وعصبية، والشيماء تعمل مدرس مساعد فى كلية طب الأقصر، والصغرى زينب تعمل صيدلانية.

حصول مريم البالغة من العمر 63 عامًا على لقب الأم المثالية لم يكن مجرد تكريم، بل هو اعتراف بمسيرة كفاح عظيمة، بدأت بمبلغ بسيط، لكن بالإصرار والعزيمة تحولت إلى قصة نجاح تلهم كل أم مصرية.