مصراوي

2025-03-18 14:45

متابعة
سامية طاهر الأم المثالية في الإسكندرية.. من أم مكافحة إلى سيدة أعمال ملهمة ورمز للعطاء - صورة

الإسكندرية - محمد البدري:

توجت السيدة سامية طاهر علي عطية، البالغة من العمر 70 عامًا، بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة الإسكندرية لعام 2025، بعد مسيرة ملهمة من التضحية والكفاح أثرت بها مجتمعها وأسرتها.

نشأت سامية طاهر في أسرة بسيطة مكونة من عشرة أفراد، وتزوجت عام 1978 وهي في عامها الأخير من كلية الزراعة. ورغم مسؤوليات الزواج، استطاعت استكمال تعليمها وإنجاب طفلها الأول في يوم تخرجها عام 1979. بعد ذلك، عملت لمساندة زوجها، وأنجبت ابنتيها الثانية والثالثة في عامي 1985 و1986.

ولكن مسيرتها لم تكن خالية من التحديات، فقد تعرضت لصدمة كبيرة عندما رفض زوجها استكمال تعليمها وهجر الأسرة في عام 1990، تاركًا لها مسؤولية ثلاثة أطفال، بفضل عزيمتها وإرادتها القوية، واجهت سامية الحياة بمفردها، متحملة مسؤولية دورين: الأم والأب.

عملت سامية في إحدى الجهات الحكومية وتدرجت في المناصب الإدارية حتى وصلت إلى مركز مستشار وزير، ومع ذلك، لم تتخل عن طموحها أو دورها كأم، فأنشأت حضانة لأطفال العاملين بمقر عملها ووفرت عيادة طبية أسبوعية لهم، كما ساعدت أبناءها في دراستهم لتوفير نفقات الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع خاصة لدعم أسرتها ماليًا.

نجحت سامية في تأمين مستقبل مشرق لبناتها الثلاث، حيث حصلت الكبرى على بكالوريوس سياحة وفنادق عام 2001، والثانية على بكالوريوس فنون جميلة عام 2006، والصغرى على بكالوريوس تجارة إنجليزية عام 2007. لم تكتفِ بذلك، بل قامت بتجهيزهن للزواج وتحقيق الاستقرار.

إسهامات سامية لم تقتصر على أسرتها فقط، بل امتدت للمجتمع. أصبحت من سيدات الأعمال البارزات في المحافظة، وأسست جمعية خيرية لخدمة المجتمع ودعم الفئات الخاصة. كما افتتحت أكبر عدد من فصول التقوية التعليمية بالمحافظة، وتوجت مسيرتها بالحصول على لقب أفضل سيدة أعمال على مستوى الإسكندرية لعام 2020.

وفي الوقت ذاته، أسست سامية أتيليه يُعد من الأكبر بالمحافظة، مخصصًا لدعم العرائس والحالات الاجتماعية مجانًا، مما يعكس حرصها المستمر على مساندة مجتمعها.

سبق لسامية أن كرمت كامرأة مثالية عام 2020 من قبل إحدى النقابات، واليوم تضيف هذا اللقب الرفيع إلى سجل إنجازاتها الذي لا يزال مستمرًا برفقة بناتها ودعم مجتمعها.

سامية طاهر هي نموذج حي للإرادة الصلبة والعطاء اللامحدود، وتظل قصتها مصدر إلهام لكل امرأة تسعى لموازنة طموحاتها الشخصية وعطاءها الأسري والمجتمعي.

للإطلاع على النص الأصلي
66
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات