مصراوي

2025-03-18 15:45

متابعة
ماهي أسباب عودة نتنياهو للعدوان على غزة؟

كتبت- أسماء البتاكوشي:

في الساعات الماضية، انهار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، إذ استأنفت تل أبيب غاراتها العنيفة على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 404 شهيد، فضلًا عن 562 مصابًا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر تحديث أوردته وزارة الصحة في القطاع.

وبدأت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في يناير الماضي، إذ شهدت إطلاق سراح العديد من الأسرى من الجانبين، لكنها انتهت في الأول من مارس الجاري، وسط خلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الخطوات التالية، والأسبوع الماضي، طرحت الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا يتضمن إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى الأحياء الذين تحتجزهم حماس مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.

وفي المقابل أعلنت حماس استعدادها، للإفراج عن الجندي الأمريكي- الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثث 4 مواطنين مزدوجي الجنسية محتجزين كأسرى في غزة، لكن إسرائيل زعمت أن حماس رفضت المقترح الذي طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف دون التزام إسرائيلي بوقف دائم لإطلاق النار.

الادعاء الذي كررته إسرائيل مرة أخرى، اليوم الثلاثاء، تزامنًا مع بدء الغارات الجوية على غزة، حيث ألقى كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باللوم على "رفض حماس إطلاق سراح الأسرى" باعتباره السبب وراء استئناف القتال.

ويقول كاتس إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة "طالما لم تتم إعادة الأسرى"، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع المدمر الليلة الماضية، مضيفًا "لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب".

ويرى الدكتور علي الأعور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي فجر اليوم على قطاع غزة جاءت بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في تصعيد عسكري يهدف إلى إعادة إشعال الحرب على القطاع وارتكاب مزيد من المجازر.

وعن سبب استئناف القتال أوضح الأعور خلال حديثه لـ"مصراوي"،أن القرار الإسرائيلي لم يكن مفاجئًا، بل تم اتخاذه منذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، حين شاهدت إسرائيل الجماهير الفلسطينية تهتف لكتائب القسام، مما شكّل ضربة نفسية كبيرة لحكومة نتنياهو، الذي شعر بالهزيمة والإهانة عند رؤية أسير إسرائيلي يقبل رأس أحد مقاتلي القسام.

وأشار خبير الشؤون الإسرائيلية إلى أن اختيار توقيت هذا الهجوم لم يكن اعتباطيًا، بل جاء نتيجة لحسابات سياسية داخلية معقدة، فنتنياهو كان يدرك أن صباح اليوم سيشهد مظاهرات واسعة في تل أبيب وكامل إسرائيل، تنظمها مختلف القطاعات الاقتصادية والأكاديمية والنقابية، احتجاجًا على سياساته ونيته إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار.

كما أن المعارضة الإسرائيلية ترى أن نتنياهو يقود إسرائيل نحو حرب أهلية ويحوّلها إلى دولة ديكتاتورية، وهو ما دفعه إلى اللجوء مجددًا إلى الخيار العسكري في غزة، بعد أن استخدمه سابقًا في لبنان والضاحية الجنوبية، لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، حسب ما أفاد به الدكتور علي الأعور خبير الشؤون الإسرائيلية.

وأضاف الأعور أن التصعيد العسكري لم يكن فقط محاولة للهروب من الاحتجاجات الشعبية، بل كان أيضًا خطوة سياسية تهدف إلى إعادة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى الحكومة، فنتنياهو يدرك أنه لن يتمكن من تمرير قانون الموازنة دون دعم بن غفير، وبالتالي، فإن الغارات الجوية لم تكن سوى ورقة مساومة سياسية لضمان بقائه في منصبه.

وأكد الأعور أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر أمريكي لهذه العملية، حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافقت على القصف، رغم أن الضحايا كانوا من المدنيين والأطفال الفلسطينيين.

واعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن هذا التصعيد العسكري هو محاولة متعمدة لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات السابع من أكتوبر، إذ يخشى نتنياهو أن تؤدي نتائج هذه اللجنة إلى إدانته وعزله من منصبه، كما حدث مع قادة الأجهزة الأمنية الذين تحملوا المسؤولية عن الفشل الأمني.

واختتم بالقول إن الشعب الفلسطيني يدفع مجددًا ثمن الصراعات الداخلية في إسرائيل، حيث بات واضحًا أن نتنياهو مستعد لتصعيد عسكري دموي فقط من أجل بقائه السياسي، حتى لو كان ذلك على حساب مئات الشهداء من المدنيين في غزة.

ومن جانبها قالت حركة حماس، إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، داعيةً الوسطاء إلى تحميل نتنياهو وإسرائيل المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.

ونفت الحركة في بيان لها، "الادعاءات الإسرائيلية" بشأن وجود تحضيرات من حماس لشن هجوم على قواتها، وقالت إنها "مجرد ذرائع واهية لتبرير العودة للحرب"، مضيفة أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، "إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء الفلسطينيين".

للإطلاع على النص الأصلي
33
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات