قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الساعات الماضية شهدت اعتداءً إسرائيليًا جديدًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يمثل استمرارًا للسياسة العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد القطاع، رغم التوصل إلى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية وبعض الدول الأخرى.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أن اتفاق التهدئة تم التوصل إليه بعد جهود مكثفة، وكان يتضمن ثلاث مراحل، تشمل كل منها عدة بنود، كما أن هناك مؤشرات إيجابية ظهرت في بداية المرحلة الأولى، حيث تم تنفيذ عدة دفعات من تبادل الأسرى، إلا أن إسرائيل تراجعت عن التزامها، مشيرًا إلى أن إسرائيل، خلال الفترة الأخيرة، صعّدت من سياسة الحصار المفروض على قطاع غزة، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع داخل القطاع، واصفًا الوضع هناك بأنه كارثي.
وأضاف «بدر الدين»، إن سياسة التجويع والحصار التي تفرضها إسرائيل على غزة، إلى جانب استمرار العمليات العسكرية، تُعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بعد جهود مكثفة، حيث إن إسرائيل تعمدت وضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاق منذ البداية، كما سعت إلى إطالة أمد المرحلة الأولى، التي كان من المفترض أن تستمر ستة أسابيع، وانتهت بالفعل منذ فترة، لكن تل أبيب حاولت تمديدها لمنع الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة حاسمة تتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وفقًا لما نص عليه الاتفاق الأصلي.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن إسرائيل تضع عقبات متعمدة تحول دون تنفيذ المرحلة الثانية، مما يؤثر أيضًا على المرحلة الثالثة، التي ترتبط بعملية إعادة الإعمار، وفقًا للمقترحات المصرية التي حظيت بدعم الدول العربية والإسلامية، وعدد من القوى الدولية، مشيرًا إلى أن استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، واستهداف المدنيين العزل في القطاع، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وعودة إلى الحرب العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
واختتم حديثه، التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، مما أدى إلى تفجر الأوضاع وزيادة خطورتها.
