وكالات
بدا واثقًا يتوّجه الثبات، حينما ظهر على الشاشات يرتل بعباراته آيات الشجاعة والصمود في وجه العدوان، لكنه غاب وليس من عادته أن يخلف ميعاد، ليلحق هو وزوجته وأسرة أخيه بمن سبقوهم إلى ركب الشهداء من الفلسطينيين وقادة المقاومة على مدار عام ونصف العام من الحرب، بعد أسبوع من زواجه.
اليوم، تنتهي كلماته وينقطع حديثه، كاشفا وجهه وهويته إلى العالم بعدما استترت خلف وشاحه الأسود، مكتفيا لنحو 11 عاما بلافتة تعريفية كُتب عليها "الناطق العسكري لسرايا القدس".
الآن، يزال الوشاح الأسود عن ناجي أبو سيف أو كما عُرف لسنوات "أبو حمزة"، الناطق العسكري باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي منذ عام 2014، لتكشف عن شاب ربما لا يزال في عقده الثالث، لكنه بث بكلماته الرعب في أركان مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، فتنتهي ملاحقته ويُحذف اسمه من قائمة أبرز المطلوبين في إسرائيل.
هكذا، بغارة إسرائيلية استهدفت منزله في النصيرات بقطاع غزة، تنتهي رواية الصمود بلسان أبو حمزة، وتنتقل الراية إلى راو جديد يساند "أبو عبيدة" الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وفي بيان، نعته حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدة أن اغتيال أبو حمزة لن يثنيها عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوق، بل سيزيدها إصرارا على المقاومة.
وقالت "لقد عرف الإعلام الشهيد صوتًا من أصوات المقاومة، لا يخشى في الله لومة لائم، بليغًا في فصاحته، وجريئاً في مواقفه البطولية المعبرة عن المقاومة، والمدافعة عن حقوق شعبنا، وما بدل تبديلاً".