لم يكن يدرك أن يديه تحملان سكينًا، ولا أن الجسد الذي أمامه هو ابنه الوحيد، في لحظة تيه، اختلطت الوجوه والأزمنة، فأصبح القريب غريبًا، والخوف سيد اللحظة.
طعن مسن لنجله في حدائق أكتوبر
في حي حدائق أكتوبر بالجيزة، استيقظ الجيران على أصوات استغاثة، هرعوا إلى الشقة ليجدوا رجلاً خمسينيًا ينزف على الأرض، وأبًا مسنًا يقف مذهولًا، يتمتم بكلمات غير مفهومة.
الشرطة التي وصلت إلى المكان تلقت في البداية بلاغًا من الأب نفسه، يقول إن لصوصًا اقتحموا المنزل واعتدوا على ابنه قبل أن يلوذوا بالفرار، لكن التحريات قادت إلى حقيقة مختلفة: الأب، المصاب بالزهايمر وأمراض الشيخوخة، هو من سدد الطعنة، بعد أن خُيّل له أن ابنه يشكل خطرًا عليه.
داخل قسم الشرطة، جلس الرجل في صمت، تتقافز الذكريات المتآكلة بين نظراته، يسأل عن ابنه ثم ينسى، يكرر روايته الأولى عن اللصوص، ثم يحدق في يديه المرتعشتين، كمن يحاول استيعاب ما لا يمكن تصديقه.
الابن نُقل إلى المستشفى في حالة خطرة، فيما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها وطلبت تحريات تكميلية لأجهزة الأمن للوقوف على ملابسات الواقعة.