مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراءرغم أن عمره قارب على الـ80 عاما، إلا أن عطائه لا ينبض، فالضحكة لا تفارق وجه الرجل الذى يكبر اللاعبين سنا خلال، ويضفى عليها جمالا بمزاحه مع الجميع، فهنا فى قنا يعرفه كل اللاعبين والمحبين للعبة التراثية التى تشتهر بها محافظات الصعيد ومنها محافظة قنا.
يرتدى العم شعبان الجلباب الصعيدى والعمة البيضاء الكبيرة أعلى رأسه ومعه عصاه التى لا تفارقه ويعتمد عليها فى التحطيب، لتبدأ الرحلة إلى متعته رغم مشقة المسافات التى يمكن أن يقطعها من دشنا إلى مراكز قنا، للالتحاق بحلقة التحطيب التى يدعى إليها وتمثل لها شئيا لا يمكن أن يتخلى عنه، مقدما درسا فى العطاء ومحافظا على لعبة يتوارثها الابن من الأب لتستمر باستمرار محبيها.
قال العم شعبان الدشناوى، إنه بدأ لعب التحطيب لأول مرة وكان بعمر 16 عاما ومنذ ذلك الوقت لم يترك اللعبة حبا فيها، فأينما أقيمت حلقة له يذهب إليها رغم مشقة الذهاب والمصروفات التى يحتاجها للمشاركة، مؤكدا أنه لا يستطيع التخلى عنها وكلما اتخذ قرار بانهاء اللعب لتقدم عمره يتراجع عن ذلك فهى تجرى فى عروقه.
وأوضح شعبان، أن اللعبة هدفها الترفيه فقط دون أذية الخصم وإن حدث ذلك فلا يوجد عداء بين اللاعبين ويتم إحتواء الوقف، ويجمع أشخاص من جميع البلدان داخل وخارج القرى أو محافظات أخرى إذا كانت حلقة التحطيب كبيرة، أما عن الحركات فكل حركة فى لعبة العصا لها مسميات وتختلف اللعبة من حركة لحركة ولكن لا يوجد فائز أو خاسر فهى للمتعة فقط.
وأشار العم شعبان، إلى أن اللعبة تبدأ بإلقاء التحية لفرقة المزمار وهم جزء أصيل من اللعبة يضفون جمالا عليها، ثم الرقص بالعصا وفيها يظهر اللاعب مرونته، ثم الرش وهى حركة دائرية، سواء للعب الجهينة أو سامر أو أى نوع آخر، ويجب على اللاعبين احترام بعضهم اللبعض واللعب بنزاهة حتى لا يصاب الشخص أمامه، لافتا أنه تعرض لأكثر من مرة لإصابة من اللعبة وعلى لاعب العصا أن يستخدم العقل مع القوة ولكن العقل هو الأهم، وعلم الكثير من اللاعبين أصول اللعبة وقواعدها المبينة على احترام الخصم أو اللاعب.
لعبة التحطيب
مشاركة
