إسطنبول( أ ب)
انتقدت منظمة العفو الدولية اعتقال رئيس بلدية اسطنبول التركية إمام أوغلو، ووصفت ذلك بأنه يمثل تصعيدًا في حملة الإجراءات الصارمة التي تشنها تركيا ضد المعارضة.
وقالت دينوشيكا ديساناياكي، نائبة مدير منظمة العفو الدولية لأوروبا: "في حين أن استغلال ادعاءات غامضة تتعلق بمكافحة الإرهاب لاحتجاز معارضين ومقاضاتهم ليس أمرًا جديدًا، فإن عمليات الاحتجاز الأخيرة والقيود المرتبطة بها تمثل تصعيدًا مثيرًا للقلق في استهداف المنتقدين الحقيقيين أو المفترضين."
وكانت الشرطة التركية قد اعتقلت، اليوم الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول وهو زعيم معارضة شعبي ومنافس بارز للرئيس رجب طيب أردوغان وعدد من الشخصيات البارزة الأخرى على خلفية تحقيقات في مزاعم بالفساد والارتباط بجماعات إرهابية.
ذكرت وكالة "الأناضول" الحكومية، أن ممثلي الادعاء أصدروا مذكرات اعتقال بحق رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ونحو 100 شخص آخر. ومن بين المعتقلين مراد أونجون، مساعد إمام أوغلو المقرب، ورئيسا بلديتين.
وقد أغلقت السلطات عدة طرق حول إسطنبول، ومنعت المظاهرات في المدينة لمدة أربعة أيام في محاولة واضحة لمنع اندلاع الاحتجاجات في أعقاب القبض على عمدة إسطنبول.
ويقول المنتقدون إن هذه الإجراءات تأتي بعد تكبد الحزب الحاكم الذي ينتمى له أردوغان خسائر فادحة في الانتخابات المحلية التي أجريت الشهر الجاري في ظل تزايد الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات عامة مبكرة.
ويؤكد المسؤولون الحكوميون أن المحاكم تعمل بصورة مستقلة، ويرفضون ما يتردد عن أن الإجراءات القانونية ضد رموز المعارضة ذات دوافع سياسية.
وقال إمام أوغلو، في رسالة مصورة نٌشرت على مواقع التواصل الاجتماعي،" نحن نواجه طغيانًا كبيرًا، ولكني أريدكم أن تعلموا إنني لن استسلم ".
وانتقدت ألمانيا الاعتقالات، ووصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية سيباستيان فيشر بأنها "انتكاسة خطيرة للديمقراطية".
وتجمع متظاهرون، في وقت لاحق اليوم الأربعاء، بالقرب من مقر شرطة إسطنبول، ومعهم ملصقات لصور رئيس بلدية إسطنبول ومتشحين بلافتات تحمل صورته .
وردد آخرون شعارات ورفعوا قبضاتهم في الهواء، بينما فرضت شرطة مكافحة الشغب طوقا حول مبنى شرطة اسطنبول.
ومن جهة أخرى، اعتقلت الشرطة أيضًا الصحفي الاستقصائي البارز إسماعيل سايماز لاستجوابه، وفقًا لما أفادت به قناة "هالك" التلفزيونية الموالية للمعارضة.
وفي الوقت ذاته، أفادت مجموعة "نت بلوكس دوت أورج"، المعنية بالدفاع عن حرية الوصول إلى الإنترنت اليوم الأربعاء، بأن الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة قد تم تقييده في تركيا.