القاهرة- مصراوي
قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إن مصر وضعت خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تمتد من عام 2025 حتى 2030، بهدف إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير حلول سريعة للكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع منذ أكثر من 16 شهرًا.
وتابع عبد العاطي في مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية، إن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت دمارًا غير مسبوق، حيث نزح داخليًا ما يقرب من مليوني شخص، فيما قُتل أو أُصيب أكثر من 150,000 شخص وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. وأضاف "عبد العاطي" أن 50% من المستشفيات والمرافق الطبية دُمرت بالكامل، كما تعرضت 88% من المدارس لدمار جزئي أو كامل، بينما تضرر 68% من الأراضي الزراعية وأصبحت نسبة مماثلة من الطرق غير صالحة للاستخدام.
وأكد "عبد العاطي" في مقاله أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، موضحًا أن "الحرب الإسرائيلية لم تكن مجرد حرب ضد حماس، بل امتدت لتشمل كامل السكان المدنيين والبنية التحتية الحيوية في غزة."
وأوضح وزير الخارجية، أن الخطة المصرية تقوم على مرحلتين رئيسيتين، الأولى تتعلق بالإغاثة العاجلة، والثانية تركز على إعادة الإعمار طويل المدى. مشيرا إلى أن المرحلة الأولى، التي تستمر لمدة ستة أشهر، ستشمل توفير آلاف الوحدات السكنية المؤقتة، مثل الكرفانات والمنازل الجاهزة والخيام، لاستيعاب 1.2 مليون فلسطيني. كما ستتضمن برامج موسعة لإزالة وإعادة تدوير ما يقرب من 50 مليون طن من الأنقاض، إلى جانب تطهير القطاع من الذخائر غير المنفجرة.
وأضاف وزير الخارجية أن المرحلتين التاليتين ستركزان بالكامل على إعادة الإعمار، حيث سيتم بناء 400,000 وحدة سكنية دائمة تستوعب 2.7 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى إعادة تأهيل شبكات الطرق واستصلاح 20,000 فدان من الأراضي الزراعية. كما سيتم إنشاء ميناءين ومطار ومحطات للطاقة الشمسية، إلى جانب مركز حكومي للخدمات ومرافق تعليمية وطبية.
وتابع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن تنفيذ الخطة سيتم وفقًا لمعايير التخطيط العمراني الأساسية المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مضيفًا أن مصر تمتلك خبرة واسعة في عمليات إعادة الإعمار بغزة، حيث أدارت مشاريع مشابهة عقب جولات العنف السابقة.
وأشار إلى أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية لحشد التمويل اللازم للخطة، والتي تقدر تكلفتها بنحو 53 مليار دولار. مضيفا أن مصر تلقت دعمًا كاملاً للخطة من 22 دولة عربية، بالإضافة إلى مشاركة متوقعة من عدد من الشركات العالمية، بما في ذلك شركات أميركية.
وأكد "عبد العاطي" أنه سيتم تشكيل لجنة فلسطينية جديدة لإدارة غزة، تتألف من تكنوقراط مستقلين غير منتمين لأي فصيل سياسي، وستكون مهمتها إدارة شؤون القطاع، وتنظيم المساعدات الإنسانية، وتأمين مرحلة انتقالية تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
وأضاف أن مصر ستتولى تدريب آلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية لضمان استعادة الأمن والنظام بسرعة في القطاع، مؤكدًا أن الخطة تهدف إلى ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم وعدم تهجيرهم، خاصة في ظل الحساسية التاريخية التي يشعر بها الفلسطينيون تجاه محاولات التهجير القسري.
شدد بدر عبد العاطي في مقاله الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، على ضرورة تقديم رؤية سياسية واضحة تضمن إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل حاسم، مؤكدًا أن الحل يجب أن ينتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، حيث يتمكن الفلسطينيون من العيش بحرية بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن القيادة الأمريكية تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن "تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة تُعد خطوة إيجابية نحو حل شامل".
وأكد بدر عبد العاطي أن مصر تتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية والدول الفاعلة لتحقيق اتفاق تاريخي ينهي الصراع، ويحقق الأمن والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.