المصري اليوم

2025-03-20 12:01

متابعة
«عبادة 10 ساعات خير من 83 عامًا».. هل ترى ليلة القدر عيانًا أم منامًا ولماذا أخفى الله موعدها؟


يترقب ويتأهب ملايين المسلمين حول العالم لاستقبال ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر، ما يوازى 83 عاماً من أعمار البشر في الحياة، ويستعد المسلمون لهذه الليلة المباركة التى هى خير من الدنيا وما فيها، آملين في أن يحظون بفضلها وكراماتها الالهية، ويؤمن المسلمون أن الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا، وبين أنها خير من ألف شهر فقال :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل في ألف شهر.

ما هى أسرار وعطاءات ليلة القدر؟.. الدكتور محمد سلام يجيب

الدكتور محمد سلام، أستاذ ورئيس قسم الادب والنقد في كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر، عميد المركز الثقافى الاسلامى في العجمى بالاسكندرية، قال أن لليلة القدر أسرار وعطاءات عظيمة مشيراً الى أن ليلة القدر اسم عظيم لأعظم ليالي الدهر ، والله جلَّ جلاله هو الذي سماها بهذا الاسم الأعظم؛ لما فيها من الخير العميم والفوز العظيم والشرف الذي يفوق آلاف الآلاف من ليالي وشهور وأعوام الدهر، ولما يُقدَّر فيها من أقدار، وأرزاق وآجال، وفيها أنزل القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان.

 وأضاف، «سلام» في تصريحات لـ «المصرى اليوم»، كما تعد ليلة القدر عظيمة لما فيها من تَنَزُّل كثير كثيف لملائكة الرحمن بإذن ربهم من كل أمر سلام حتى مطلع الفجر بالخير والنور الذي يملأ الكون بملائكة الرحمة الذين يعم ويعلو نورهم، ويخبو نور الشمس، ويسكن الكون في أنس وصفاء ونقاء، مشيرا الى أن الله عظم قدرها، وأعلى شرفها، وجلالها، فجعلها بفضله خيرًا من ألف شهر، وذلك قوله جلَّ جلاله: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) .

وعن عطاءاتها وثواباتها عند الله تبارك وتعالى، قال «سلام»، أنها ليلة تُغفَر فيها الذنوب كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " -رواه البخاري، ومسلم، وليلة القدر لها ثواب وفضل عظيم لا يقدره قدره إلا أولو الألباب من أهل التقوى؛ إذ يدركون أن قيام ليلها في أقل من 10 ساعات ثوابها خير من ثواب ألف شهر، أو 30 ألف ليلة، أو 80 عامًا ويزيد، وفي هذا ترغيب للمسلم، وحث له على قيام هذه الليلة المباركة بالجِدّ والاجتهاد في الطاعة بالإقبال على الله، والخشوع في الذكر، والصلاة فرضًا، وتطوعًا، قيامًا وركوعًا وسجودًا، وقراءة القرآن بإخبات، وتبتُّل وبكاء، وبذل وإنفاق وعطاء، وقول معروف، وعمل الطيبات .

 وقال أن الله عز وجل أخفى ليلة القدر عن عباده تحديد ليلة بعينها تكون هي ليلة القدر، ولعل ذلك يتجلى في أمرين جليلن، وهما أن يمحص الله الجاد في طلبها الذي يحرص ويجتهد في كل ليلة من الليالي العشر الأواخر من رمضان على نحو ما رُوي عن رسول الله ﷺ فيما رُوي عنه أنه ﷺ قال حين سئل عنها "التمِسوها في العَشر الأواخر....، وألا يفوِتَ المؤمن أي فرصة في اي ليلة تكون فيها كي يوفقه الله للفوز بخيرها، إذ يقوم الليالي العشر كلها يتزود فيها من تقوى الله مقبلًا على ربه بقلبه وعقله ومشاعره، مجتهدًا تائبًا حامدًا شاكرًا، ذاكرًا لله قائمًا وراكعًا وساجدًا، تاليًا كتاب ربه ومستمعًا، متبتلًا محتسبًا مخصًا لله محسن، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا).

موعد ليلة القدر.. وهل تكون فى الليالى الوترية او الزوجية

وعن موعدها، قال «سلام»، رُوي عنه فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه ﷺ قال: "تَحَرَّوْا الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" فإن الأحوط لنيل فضل الله بتحصيل ثواب قدرها العظيم هو الاجتهاد في قيام كل ليلة من الليالي العشر الأواخر إيمانًا واحتسابًا أن كل ليلة منها هي ليلة القدر ، وذلك لأنه مهما تَرجَّح من رأي، فإنه لم يتم الجزم بذلك الرأي أو بغيره، فقد تكون في إحدي الليالي الوترية، كما قد تكون في إحدى الليالي الزوجية، وإلى هذا ذهب جمهرة عظيمة من أئمة الفقه والعلم: مالك والشافعي، والأوزاعي، وأحمد، والقرطبي، وغيرهم رحمهم الله جميعًا، والمؤمن الكيس المحتسب يجتهد في قيام العشر الأواخر دون تعيين إدراكًا للحكمة من إخفائها، لكي يجتهد الناس في العبادة، وذلك كما أخفى الله چلَّ جلاله الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، وكما أخفى اسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى.


هل ترى ليلة القدر عياناً أم مناماً وما هى أمارة ليلة القدر وصبيحتها؟

ورداً على سؤال هل تُرَى ليلة القدر عيانًا، أو منامًا؟ ، أوضح استاذ جامعة الازهر، الثابت عن رسول الله ﷺ أنه لم يخبر عن رؤيتها بالعين البشرية المجردة في السماء كأن يرى الناس طاقة نور أو ما شابه ذلك، كما لم يثبت ذلك عن صحابته رضي الله عنهم أجمعين، والثابت كذلك عنه ﷺ هو رؤية أمارات وعلامات تدل على حدوث ليلة القدر لتكون بشرى ودليلًا في تحريها ومن ثم إدراك بركاتها وخير ما فيها ، مشيراً الى أن من أهم علاماتها، علامة تكون في أثنائها وتلك على نحو ما رواه أحمد من حديث الصحابي الجليل عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ أنه قال: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية ... ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر ، وعلامة تكون بعد انقضائها: وتلك تكون على نحو ما رواه مسلم عن الصحابي الجليل أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله ﷺ أن ليلة القدر "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها".

 

للإطلاع على النص الأصلي
19
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات