مصراوي

2025-06-18 18:30

متابعة
مقابر احتضنت الأحياء.. قصة جبل الموتى والـ3 آلاف مدفن بسيوة

كتب - مختار عاشور:

تُعد واحة سيوة من كنوز مصر الطبيعية والتراثية، إلى جانب التنوع في التركيبة السكانية والطابع الاجتماعي المتميز، والتي امتزجت عادات سكانها من القبائل ذات الأصول الأمازيغية والقبائل ذات الأصول العربية، وكثيرًا ما يُقبل السياح على واحة سيوة؛ بحثًا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر.

ويستعرض موقع "مصراوي"، أبرز الأماكن الأثرية والسياحية الموجودة بواحة سيوة، ومنها ما يُعرف بـ"جبل الموتى"، ونتناول خلال السطور التالية، أهم المعلومات عن تاريخ اكتشافه، وسبب تسمية بهذا الاسم، وكذلك محتوياته:

- تاريخ اكتشافه

في عام 1944، وأثناء هروب أهالي سيوة من نيران الحرب العالمية الثانية، لجأ الأهالي إلى جبل على بعد 2 كيلومتر من المدينة، حينها لاحظوا أن الجبل يحتوي على عدد من الكهوف والتجاويف الصغيرة، مما جعله مكانًا مناسبًا للاختباء، عند دخولهم لتلك الكهوف اصطدم الأهالي بواحد من الاكتشافات الأثرية بواحة سيوة، حيث اكتشف الأهالي أن تلك الكهوف ما هي إلا مقابر لعدد من المومياوات من مختلف حضارات مصر القديمة، الأمر الذي دفعهم لإطلاق اسم "جبل الموتى" على هذا الجبل.

- 3000 مقبرة تروي قصة الإنسان ما بين الحياة والموت

يحتوي الجبل على تربة ذات طبيعة جيرية، وعند تسلقه ستجد أن تلك الكهوف عبارة عن عدد كبير من السراديب، والتي تنتهى جميعها إلى بهو واسع، تمتد منه فجوات مخصصة لدفن الموتى، وعلى بعد 2 كيلو متر من شالي، وعلى ارتفاع 500 متر، يجمّل جبل الموتى في سيوة حوالي 3000 مقبرة التي في وقتها كانت تحمل عددًا من المومياوات من الجنسيات المختلفة.

يحمل "جبل الموتى" مقابرًا تعود إلى الأسرة السادسة والعشرين، أي خلال الفترة من 664-525 قبل الميلاد، واستمر البطالمة والرومان في دفن موتاهم في ذلك الجبل، وتجمع تلك المقابر في تصميمها بين الفن المصري القديم والفن اليوناني، وبها نقوش ورسومات مختلفة من العصر المصري القديم، من أشهر المقابر بجبل الموتى هي مقبرة "سي آمون".

- نقوش على المقابر

وتحتوي المقبرة على رسم لصورة ابن "سي آمون" وهو يرتدي الملابس المصرية القديمة، بالإضافة إلى رسم آخر لـ"سي آمون" بعد حلاقة شعره ولحيته وهو يقدم القرابين لـ"أوزوريس"، وهو إله البعث والحساب عند المصريين القدماء، والنقوش على المقبرة تدل على حبه للحضارة المصرية القديمة، وتخلى "سي آمون" عن هويته الإغريقية بحلق لحيته وشعره والتشبه بالمصريين.

ويوجد على جدران المقبرة نقش للإلهة إيزيس، وهى تحمل مفتاح الحياة، ويمكن التعرف على إيزيس عن طريق النظر إلى تاجها، إذا وجدت قرص الشمس على رأسها فهى إيزيس، بجانبها أختها "نفتيس وحورس، كما يوجد نقش لـ"سي آمون" مع أنوبيس، إله التحنيط، وهو يستعد لتحنيطه ويجهزه لرحلة الحساب والبعث، وستحكم عليه "ماعت"، وهى إلهة الحق والعدل عند المصريين القدماء.

أما على سقف المقبرة، فيوجد نقش للإلهة "نوت"، وهى إله السماء عند المصريين القدماء، يصورها الرسم كأنها "حامل"، والسبب في هذا هو أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن نوت تبتلع الشمس عند الغروب، وتحتفظ بها في رحمها، ثم تلد الشمس كل يوم مجددًا في وقت الشروق، كما يوجد بجانب "نوت" على السقف رسومات للنجوم وقوارب الشمس.

- صاحب المقبرة

وذكر أهالي المنطقة، أن صاحب تلك المقبرة هو شخص يوناني، حيث تجد في مدخل المقبرة رسم لصاحبها، ونجد أن لديه شعر مجعد ولحية، الأمر الذي يدل على أنه شخص يونانى، وتكشف النقوش أنه تزوج من امرأة مصرية".

وأخيراً، نجد أن جبل الموتى لا يحتوي على المقابر الفرعونية والمومياوات الملكية فحسب، بل مدفون بداخله أيضًا العديد من الأساطير والأسرار والحكايات المختلفة التي مازال العالم يكتشفها حتى الآن. وتُعد أحد أهم هذه الأساطير هو ثبات عدد السكان بالمنطقة الذي لا يتعدى ٣٤٠ نسمة دون زيادة أو نقصان عبر السنوات.

للإطلاع على النص الأصلي
72
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات