أصدرت هيئة الدفاع عن أسرة الشاب أحمد المسلماني، تاجر الذهب الذي لقي مصرعه متأثرًا بطعنات في شارع عام بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، اليوم الخميس، بيانًا توضيحيًا ردت فيه على ما وصفته بـ«محاولات تبرير الجريمة»، مشددة على أن «القتل العمد لا يمكن تسويغه بمزاعم أو ادعاءات عارية من الصحة».
بيان دفاع أسرة أحمد المسلماني ضد تبرير القتل
وجاء في البيان: «في ضوء محاولات البعض تبرير جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد التي راح ضحيتها أحمد المسلماني، والادعاء بأن الجاني فارس كان ينتقم من شقيق المجني عليه بسبب قضية هجرة غير شرعية، نؤكد أن محمد المسلماني، شقيق الضحية، قد حصل على حكم نهائي بالبراءة في القضية المنسوبة إليه بمحكمة الزقازيق، وأن أوراق القضية تثبت براءته الكاملة، بما لا يدع مجالًا للشك».
وشدد الدفاع على أن ما يُروّج «محض افتراء هدفه صرف الأنظار عن الجريمة الأصلية»، مؤكدًا أن «الحق واضح، والجريمة لا تُبرر بجريمة أخرى».
كيف قُتل أحمد المسلماني وما علاقة شقيقه بالقضية؟
وكان أحمد المسلماني، شاب في بداية الثلاثينيات من عمره، قد فارق الحياة بعد تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل متهمين اثنين هما «فارس.ع» (19 عامًا)، و«سيف.أ» (18 عامًا)، في مشهد وثقته كاميرات المراقبة وشهادات شهود عيان.
الواقعة، التي وصفتها أسرة المجني عليه بـ«كمين مُعد مسبقًا»، بدأت عندما اعترض الجاني الأول سيارة كان يستقلها أحمد وصديقه أحمد الديباني، في ساعة متأخرة من مساء السادس من يونيو الجاري. وبحسب شهادة الديباني، فقد استوقف فارس السيارة، ثم استدرج أحمد للنزول، وما إن نزل حتى تلقى عدة طعنات في الرأس والذراع والرقبة، قبل أن يلتحق به سيف، ويشاركه في تنفيذ الاعتداء.
ونُقل «أحمد» في حالة حرجة إلى مستشفى رشيد، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى في الإسكندرية على نفقة أسرته، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، لكنه لم ينجُ من الإصابات البالغة، ليفارق الحياة بعد نحو أسبوع من الواقعة.
في صباح اليوم التالي لإعلان الوفاة، خرجت جنازة حاشدة من أمام منزل العائلة بمدينة رشيد. آلاف من الأهالي شيعوا الجثمان، فيما ألقى الوالد المكلوم نظراته الأخيرة على نجله الذي كان يضع آمالًا كبيرة عليه. واصطفت النساء على النوافذ وهن يرمين الورود ويرددن بصوت مبحوح: «الله يرحمك يا ابني، مظلوم ومات مظلوم».
وأكد أصدقاء المجني عليه، أن «أحمد» كان شابًا مجتهدًا وشغوفًا بعمله في تجارة الذهب، ويحلم بتوسيع نشاطه في المدينة.
تفاصيل جريمة قتل أحمد المسلماني في رشيد
النيابة العامة، التي تولت التحقيق في الواقعة، وثّقت الاعتداء بالكامل من خلال مقاطع فيديو وُضعت ضمن أوراق القضية، وأثبتت وجود نية مبيّتة للاعتداء، كما استمعت النيابة إلى شهادة والد المجني عليه الذي حمّل مسؤولية التحريض على الجريمة لعدد من أفراد أسرة المتهم الأول، غير أن تحريات المباحث لم تثبت ذلك، ليُخلى سبيلهم لاحقًا.
أما المتهم الثاني، سيف، فقد أنكر علاقته بالواقعة بادعاء أنه حاول فض الاشتباك، وهو ما نفته المقاطع المصورة، التي أظهرت تورطه المباشر في الاعتداء.