المصري اليوم

2025-06-21 03:30

متابعة
«طلعوا حور.. ولسه حمزة بينادي».. «أحمد» يروي مشهد إنقاذ صغيرة وانتظار البقية تحت أنقاض عقارات حدائق القبة

في ظهيرة أمس الجمعة، لم يكن في شارع أبوسيف بمنطقة حدائق القبة في القاهرة سوى غبار، وركام، وأصوات متقطعة لرجال الإنقاذ وهم ينادون على من تبقّى حيًّا أسفل العقارات الـ 3 المُنهارة.. وسط كل ذلك، وقف «أحمد»، أحد سكان الشارع، يراقب عمليات البحث، وعيناه لا تُفارق المكان الذي انتُشل منه صديقه، وخرجت منه طفلة صغيرة اسمها «حور» كانت تختبئ تحت الأنقاض.

تفاصيل إنقاذ الطفلة «حور» من تحت أنقاض عقارات حدائق القبة

يحكي «أحمد»، أحد شهود العيان لـ«المصري اليوم»: «بعد ما طلعوا (كريم) وابنه (أحمد)، لقيت الناس بتجري ناحية صوت بيقول «لقيتوا بنتي؟!».. كان (أيمن)، جارنا، طلع من تحت الأنقاض قبلها بساعات، ووشه كله تراب، وعيونه بتدور على حاجة واحدة: حور».

الطفلة «حور»، ابنة «أيمن»، تبلغ من العمر نحو 5 سنوات، كانت لا تزال عالقة تحت أنقاض المنزل المنهار، حين بدأت فرق الإنقاذ البحث عنها، بناءً على وصف والدها.

«اتلمّينا حوالين المكان اللي كانوا بيحفروا فيه.. لحد ما سمعنا حد بيقول: لقيناها»، يروي «أحمد» وهو يصف لحظة خروج الصغيرة من الركام: «كانت رجليها مكسورة، ووشها مترب، وبتعيط، بس كانت عايشة.. وده أهم حاجة». (يمكنكم متابعة الفيديو بالضغط هنا).

وسط الحزن والرعب، اختار الموجودون أن يصنعوا للحظة طوقًا من الأمل: «علشان ما تتخضّش، الناس فضلت تقول لها: بابا كويس، وهتفوا باسمها: حور، حور! وفضلوا يصفقولها لحد ما الإسعاف خدوها» يقول «أحمد».

لحظة إنقاذ الطفلة «حور» من تحت أنقاض عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماش

كان المشهد قاسيًا، وممزوجًا بالفرح المؤقت، كما يصفه: «كان فيه وجع في عيوننا، بس لحظة ما شوفناها طالعة، حسّينا إن في حد طالع من الموت للحياة».

لكنّ الأمل لم يكتمل، «أيمن طلع قبل بنته بحوالي 3 ساعات، وفضل يدور عليها زي المجنون، بس المشكلة إن مراته وولده حمزة لسه تحت» يقول «أحمد»، وصوته يبطؤ وكأن الذاكرة تتثقل.

اقرأ المزيد عن هذه القصة

«الصدمة الأولى كانت كريم وابنه».. «أحمد» يروي ما حدث في شارع الموت بمنطقة حدائق القبة

«هروح بالعيال فين؟».. أم «مريم» تروي لحظات الانهيار وفقدان المأوى بعد سقوط عقارات حدائق القبة

«لو كان معاهم فلوس كانوا خرجوا».. شهادة صادمة عن انهيار عقارات حدائق القبة (قصة كاملة)

ما زال الطفل «حمزة» عالقًا، لكن الصوت لا يزال حيًا، «إحنا سمعناه بينادي، كان بيقول: «أنا هنا».. قوات الدفاع المدني حددت مكانه، وبيحاولوا يوصلوا له، بس الركام تقيل» يضيف «أحمد».

سكان حدائق القبة يروون لحظات إنقاذ الطفلة وبحث الأب عن أطفاله

اللحظة التي سُمع فيها صوت «حمزة» كانت فاصلة: «كلنا وقفنا سكتنا.. أول ما سمعنا صوته حسينا إن فيه نبض لسه تحت التراب، إن حد مننا بيستنجد» يقول شاهد العيان، وهو ينظر إلى الحفرة التي اختفت فيها عائلة كاملة. (يمكنكم متابعة الفيديو بالضغط هنا).

أصعب ما في الأمر، كما يوضح، هو الانتظار: «عارف إن في ناس تحت.. عارف أسماءهم.. سامع صوتهم.. ومش قادر تمدّ إيدك».

انهيار عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماشانهيار عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماش

بينما تنتظر العائلات على الرصيف، وبينما يتحرك رجال الحماية المدنية بحذر وسط الركام، يواصل «أحمد» مراقبة المشهد دون أن يفقد الأمل: «كل واحد طالع من تحت الأنقاض بيرجع لنا نفسنا.. بس اللي لسه تحت؟ إحنا مش هنمشي غير لما نسمع صوتهم» يقولها، ثم يصمت، وينظر بعيدًا.

انهيار عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماشانهيار عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماش
للإطلاع على النص الأصلي
69
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات