لم يكن رمزي عطية من سكان العقارات المنهارة في منطقة حدائق القبة بالقاهرة، ولم يكن قريبًا منها لحظة سقوطها.. كان في محله الصغير، محلّ الخياطة الذي فتحه بعرق يديه في واجهة العقارات المقابلة، يمارس عمله ككل يوم، دون أن يتوقع أن الموت سيكون بانتظاره عند عتبة ماكينة الخياطة.
تفاصيل مصرع «رمزي الترزي» في حادث انهيار عقارات حدائق القبة
«هو ما كانش جوه البيت اللي وقع الأول.. ده كان جوه محلّه، في وش البيت، شغال، والموت جاله لحد عنده» (يعني ماعملش حاجة، بس نصيبه كده)»، يقول عم «جمعة»، أحد الجيران وشاهد عيان على الحادث، لـ«المصري اليوم».
«رمزي»، شاب ثلاثيني، كان يُعرف في شارع أبوسيف بـ«رمزي الترزي».. فتَح محلًّا صغيرًا في الطابق الأرضي من العقار المواجه للمبنى المنهار أولًا، وكان في داخله لحظة الحادث.
اقرأ أيضًا| «لو كان معاهم فلوس كانوا خرجوا».. شهادة صادمة عن انهيار عقارات حدائق القبة (قصة كاملة)
«البيت لما وقع، شرفة من فوق اتفجّرت ونزلت على المحل، كأنها جايباه مخصوص.. لقيناه جوّه، متغطي تراب ودم (ما لحقش يصرخ حتى)»، يتابع عم «جمعة»، وهو يُشير إلى موضع الركام الذي سقط فوق المكان.
سارع الجيران إلى موقع الحادث، ووسط حالة الفوضى، جاءت الصرخة الثانية، حين تبيّن أن «رمزي» كان بين من سقط فوقهم جزء من المبنى.
اقرأ أيضًا| «هروح بالعيال فين؟».. أم «مريم» تروي لحظات الانهيار وفقدان المأوى بعد سقوط عقارات حدائق القبة
انهيار عقارات حدائق القبة- تصوير: محمد القماش
«ترزي» ضحية الانهيار في حدائق القبة
«كنا بننادي عليه.. طلعناه ولسه فيه نفس، بس النزيف كان شديد.. وديناه المستشفى، وما استحملش (راح في لحظة)»، يقول الجار، ودمعة خفية تتسلّل إلى وجنته.
الجميع في الشارع يعرف «رمزي»، شاب خلوق، يعمل في هدوء، لا يتدخل في أحد، ولا يرفع صوته على زبون.
«هو كان فاتح باب رزقه في حاله، وفضل في محلّه.. ما جريش، ما وقفش يتفرج، ما كانش في خطر.. لكن شُغل عمره وقع عليه (والناس كلها حزينة عليه)»، يقول عم «جمعة»، بنبرة مختنقة.
اقرأ أيضًا| «الصدمة الأولى كانت كريم وابنه».. «أحمد» يروي ما حدث في شارع الموت بمنطقة حدائق القبة
«طلعوا حور.. ولسه حمزة بينادي».. «أحمد» يروي مشهد إنقاذ صغيرة وانتظار البقية تحت أنقاض عقارات حدائق القبة
إحدى قريباته كانت تصرخ في الشارع، عاجزة عن استيعاب ما حدث: «هو ابني كان جوه؟! هو خرج؟! ده في محلّه.. إزاي يموت كده؟! (هو ماكانش عامل حاجة وحشة)».