كتب - رمضان يونس:
على حافة أكوام الركام التي غطت حارة "أبو سيف" في حي حدائق القبة، اجتمعت أوجاع "ليلى خالد" (بلوجر شهيرة) مع مآسي أهالي ضحايا ثلاثة عقارات انهارت على رؤوس السكان ظهر أمس الجمعة، دون أي سابق إنذار، بعد معاناة من تصدعات دامت نحو ثلاثة أشهر وانتهت بالفاجعة.
على أمل نجاة "ضياء" من بين الأنقاض، جلست "ليلى" أمام منزل طليقها المنهار تمامًا، نحو 30 ساعة تغالب عينيها الدموع، تناجي ربها بين الحين والآخر بأن لا يُصاب والد أطفالها بأي مكروه، تأمل بكل لهفة أن يخرج سالمًا لأولاده من بين ظلمات الركام. لكنها لم تعلم أن أبواب السماء قد أُغلقت أمام دعائها: "ادعوا إن ضياء أبو ولادي يخرج بالسلامة والنبي.. ضياء تحت الأنقاض، يارب يطلع عايش". هكذا كتبت عبر "فيسبوك".
رحلة البحث عن "ضياء" وآخرين دامت حتى مغيب شمس اليوم الثاني. ثلاثون ساعة بين الانتظار والأمل لم تُكلَّل بالنجاح، إذ أخرجت فرق الإنقاذ البري بالقاهرة "ضياء" وقد فارق الحياة تحت الركام، دون وداع: "في ناس بتقول ضياء كان عايش لحد الفجر، وكان بيتكلم في التليفون، وبعدها اتقطع الاتصال"... قالها "أحمد"، أحد جيران ضحايا العقارات.
كان مشهد "ضياء" أمام الجميع صادمًا، وعلى ترولي الإسعاف كان الوداع الأخير بينه وبين أسرته ومحبيه وزملائه الذين انتظروا أمام أكوام الركام ليومين. جميع سكان الحارة يترحمون على صاحب الابتسامة، الذي ترك أثرًا خالدًا خلفه.
أُودعت جثة "ضياء" في ثلاجة الموتى بمستشفى الزيتون التخصصي، لحين الانتهاء من إجراءات الدفن عقب توقيع الكشف الطبي عليه، ومن ثم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة.
ولا تزال قوات الدفاع المدني بالقاهرة تواصل أعمالها في البحث عن ناجين بين الأنقاض، بعدما تمكّنت من استخراج عشرة مواطنين، من بينهم أطفال.