كتب- أحمد الجندي:
اشتكى عدد من طلاب الثانوية العامة من طول وصعوبة امتحان مادة اللغة العربية، مؤكدين أن الوقت لم يكن كافيًا للإجابة على كافة الأسئلة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، مجموعة من الأسباب التربوية والنفسية التي قد تفسر هذه الشكاوى المتكررة من الطلاب.
عدد الأسئلة الكبير أحد الأسباب
أكد "شوقي" أن امتحان اللغة العربية هو الأكثر من حيث عدد الأسئلة بين المواد المختلفة، حيث تضمن 55 سؤالًا، منها 51 سؤال اختيار من متعدد و4 أسئلة مقالية، حيث أن هذا العدد الكبير من الأسئلة يتطلب وقتًا طويلًا للإجابة، خصوصًا مع حاجة الطالب لقراءة القطع والنصوص بعناية.
نصوص طويلة وأسئلة تحتاج للربط والتحليل
وأشار أستاذ علم النفس التربوي إلى أن الامتحان احتوى على نصوص وقطع طويلة في أقسام القراءة والنصوص والنحو، وهي تتطلب من الطلاب قراءتها بشكل كامل، وأحيانًا إعادة قراءتها لفهم المقصود منها بدقة، كما تميزت الأسئلة المرتبطة بهذه النصوص بضرورة ربط الطالب بين الفقرات المختلفة، وهو ما يستغرق وقتًا وجهدًا ذهنيًا كبيرًا.
أسئلة تقيس مهارات عقلية عليا
وأوضح الدكتور شوقي أن طبيعة بعض الأسئلة، خصوصًا في فروع مثل النحو والبلاغة، تتطلب من الطالب استخدام مهارات عقلية عليا مثل التحليل والتركيب والاستنتاج، وليس فقط الحفظ أو التذكر، ما يزيد من مستوى صعوبة الأسئلة ويستغرق وقتًا أطول في التفكير والإجابة.
قطع غير مأخوذة من المنهج
لفت الدكتور شوقي إلى أن وجود قطع متحررة، أي غير مأخوذة من الكتاب المدرسي، ضمن الامتحان يتطلب من الطالب التفكير بعمق واستيعاب السياق الكامل للقطعة، مما يزيد من الوقت اللازم للإجابة، ويزيد من الإحساس بصعوبة الامتحان.
سلوكيات طلابية تؤثر على الوقت
من جانب آخر، أشار شوقي إلى أن سلوكيات بعض الطلاب خلال الامتحان تؤثر على قدرتهم على الانتهاء من الأسئلة في الوقت المحدد، مثل التوقف طويلًا أمام الأسئلة الصعبة قبل الانتهاء من السهلة، أو الإسراف في الإجابة عن الأسئلة المقالية بكتابة أكثر من فكرة حتى لو لم تكن مطلوبة، كما أن البعض يميل إلى التأني الزائد في التفكير قبل الإجابة، ما يستهلك وقتهم دون داعٍ.
غياب معايير دقيقة لتوزيع الوقت
أوضح أستاذ علم النفس التربوي أن تحديد الوقت المناسب للإجابة على كل سؤال يخضع غالبًا لتقدير واضع الامتحان، وليس لمقاييس علمية دقيقة، وبالتالي، قد يتطلب بعض الأسئلة وقتًا أطول بكثير من المحدد لها في الزمن الكلي للامتحان، مما يخلق شعورًا عامًا بين الطلاب بعدم كفاية الوقت.
توصيات وتحذيرات
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور تامر شوقي على ضرورة مراعاة هذه العوامل مستقبلًا عند وضع الامتحانات، مؤكدًا أهمية تدريب الطلاب على إدارة وقت الامتحان بفعالية، إلى جانب العمل على تقليل عدد الأسئلة أو تقليص حجم النصوص بما يتناسب مع زمن الامتحان المخصص.
: