مصراوي

2025-06-22 19:15

متابعة
باحث: متوسط استهلاك الفرد للسكر في مصر يتجاوز الحد الموصى به عالميًّا

كتب- عمر صبري:

كشف الدكتور أسامة محمد مبروك الشيخ، باحث بقسم بحوث الحاصلات البستانية، بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن الإحصائيات تشير إلى أن متوسط استهلاك الفرد للسكر في مصر يتجاوز الحد الموصى به من قِبل منظمة الصحة العالمية، وهو 25 جرامًا يوميًّا، وترتبط هذه النسب المرتفعة بانتشار المنتجات المصنعة عالية السكر؛ خصوصًا بين الأطفال والشباب.

وأضاف الشيخ، خلال دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث، أنه وكنتيجة لذلك ارتفعت معدلات السمنة بشكل ملحوظ؛ حيث أظهرت بعض الدراسات أن نحو 40% من المصريين يعانون الوزن الزائد أو السمنة، بينما ارتفعت معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى مستويات مقلقة.

وأوضح الشيخ أن السكر من منظور اقتصادي وسيكولوجي عندما تتجلى المفارقة بين صناعة حيوية ومنتج مؤرق، حينما يحيد استهلاكه عن الحدود المنضبطة؛ فالسكر منتج اقتصادي مهم، لكنه في نفس الوقت سبب رئيسي للأمراض المرتبطة بنمط الحياة وعند النظر باعتبارات اقتصادية للمنشآت الغذائية، فإن السكر أحد أرخص المكونات المستخدمة في الصناعات الغذائية، فهو رخيص وسهل التوظيف في المنتجات ويستخدم لتعزيز الطعم وزيادة الإقبال على المنتجات بأقل تكلفة، في حين استخدام بدائل السكر مثل العسل، وستيفيا، وسكر جوز الهند؛ أعلى تكلفة، وقد تقلل من هامش الربح كما أن هناك ترددًا اقتصاديًّا وتجاريًّا في التخلي عن السكر، خوفًا من فقدان المستهلكين المعتادين على مذاق مُعين.

وتابع الباحث: أما المنظور السيكولوجي وهو المعني بالمستهلك؛ فالسكر يُلبي رغبات المستهلكين في الطعم الحلو، ويؤثر في مراكز المتعة بالمخ، مما يعزز التعلق النفسي به، كما أن الاعتياد عليه يُنشئ ما يشبه "الإدمان الخفيف"؛ ما يجعل تقليل الحلاوة صعبًا دون بدائل تدريجية بجانب أن الكثير من المستهلكين لا يميزون بين السكر الطبيعي والمضاف، مما يصعّب جهود التوعية.

وأشار الباحث إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن للحصول على المواد الغذائية التي يتناولها الفرد بصورة متكاملة ومتنوعة وبكميات ملائمة، متوافق مع كل من ثقافة استهلاكية وعادات غذائية صحية وإيجابية مع تحقيق مبدأ عدم الإسراف وفقًا لقوله تعالى "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا"، يضمن تحقيق نمط حياة صحي وجودة حياة متميزة.

واستطرد الشيخ: فالله سبحانه وتعالى أمر عباده بالأكل والشرب دون إسراف، وهو توجيه رباني يجمع بين تلبية الحاجات الجسدية والالتزام بضوابط صحية وأخلاقية، ومن أبرز صور الإسراف في عصرنا الحالي الإفراط في استهلاك السكر، سواء في الأغذية المصنعة أو المشروبات المحلاة، مما يؤدي إلى أضرار صحية متعددة، لذلك فإن ترشيد استهلاك السكر ليس مجرد قرار صحي فردي، بل هو تطبيق عملي لقيم دينية وثقافية تدعو إلى الاعتدال والوعي الاستهلاكي، مما ينعكس إيجابًا على صحة الفرد والمجتمع، كما أن تبني عادات غذائية صحية وترشيد استهلاك السكر لا يعني الحرمان؛ بل هو أسلوب حياة يحقق التوازن، ويمنح الجسم طاقة وصحة على المدى الطويل، كما أن التوعية والالتزام هما مفتاح النجاح في هذا المجال.

للإطلاع على النص الأصلي
67
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات