جنوب سيناء – رضا السيد:
لم يكن عبدالله الباز، طالب الطب الطموح، يعلم أن خطواته الأخيرة على رمال شاطئ القمر ستكون وداعًا صامتًا لحلم كبير لطالما سهر لأجله الليالي، بعد أن جاء إلى مدينة الطور ليستجم ويمنح جسده قليلًا من الراحة وعقله بعض السكون وسط ضغوط الدراسة، لكن لم يكن يدري أن البحر الذي بدا هادئًا سيغدر به في لحظة.
عبدالله، طالب الفرقة الثانية بكلية الطب البشري بجامعة الملك سلمان، نزل إلى مياه الشاطئ دون أن ينتبه للتحذيرات المعلقة على أطراف المنطقة، توغل دون أن يدري أنه يقترب من بقعة عميقة محظورة، فابتلعته الأمواج فجأة، قبل أن تلحق به يد النجاة.
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بغرق شاب في شاطئ القمر، وعلى الفور تحركت فرق الإنقاذ لانتشال الجثمان، وتم نقله إلى مستشفى الفيروز العام، ومنه إلى مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ، حيث وُدع بين دموع الأهل وزملائه الذين لم يستوعبوا أن الحلم توقف بهذه السرعة.
علي حمادة، رئيس مدينة طور سيناء، أكد أن الشاب تجاوز حدود المناطق المسموح بها للسباحة، رغم وجود اللافتات التحذيرية، ما تسبب في وقوع المأساة.
ونعت جامعة الملك سلمان الطالب عبدالله الباز ببالغ الحزن والأسى، مشيدة بأخلاقه واجتهاده، وقدّمت تعازيها الحارة لأسرته، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته.
رحل عبدالله، لكن اسمه سيظل حاضرًا في قلوب من عرفوه، رحل قبل أن يرتدي البالطو الأبيض، وقبل أن تلامس يداه أجساد المرضى رحمة وشفاءً، شاطئ القمر خطف عبدالله، وترك خلفه قصة حلم لم يكتمل.
