قررت الجهات المختصة، اليوم الثلاثاء، إخلاء 4 عقارات في حي السيدة زينب بالقاهرة، عقب انهيار عقار مأهول بالسكان الأسبوع الماضي، في حادث مأساوي أودى بحياة 9 أشخاص، بينهم طالب الثانوية العامة سمير تامر، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة تحت الركام بعد ساعات من البحث.
وكان العقار، المكوّن من عدة طوابق، انهار فجر الأربعاء 18 يونيو الماضي، بشكل مفاجئ، بينما كان سكانه نيامًا، أو يستعدون لبداية يومهم. وأسفر الانهيار عن مصرع وإصابة عدد من الأشخاص، بينهم أطفال وسيدات، فيما كثّفت قوات الحماية المدنية عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين.
من بين الضحايا، جذب مشهد انتشال جثمان الطالب سمير تامر، وهو في الصف الثالث الثانوي، اهتمام الرأي العام، إذ استمر محاصرًا تحت الأنقاض لساعات طويلة، قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليه.
روى والده، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن سمير كان يذاكر في البلكونة وقت وقوع الحادث، قائلًا: “قال لي يا بابا أنا نازل، لكن ما لحقش.. وراح في لحظة”.
شهد مسجد زين العابدين بحي السيدة زينب جنازة مهيبة للطالب الراحل، حضرها زملاؤه وأقاربه وأهالي الحي. ووسط البكاء والنحيب، علت أصوات الدعاء وصرخات والدته التي رددت: “ده مش دفن.. ده زفّة عريس”، في مشهد خيّم عليه الحزن والغضب.
وعقب الحادث، بدأ حي السيدة زينب، لليوم الثاني على التوالي، تنفيذ قرارات إخلاء4 عقارات مجاورة للعقار المنهار، بعد تصنيفها ضمن المباني ذات الخطورة الداهمة. وشملت قرارات الإخلاء العقارات أرقام 13 و15 و17 و19 في حارة جودة، إضافة إلى عقار آخر في بركة الغزلان.
تم فرض كردون أمني بمحيط العقارات المعنية، وبدأت اللجان الهندسية في فحص السلامة الإنشائية للمباني المجاورة.
طلبت النيابة العامة تشكيل لجنة فنية لفحص العقار المنهار والعقارات المجاورة، للوقوف على أسباب الانهيار ومدى صلاحية باقي المباني للإقامة. كما أمرت بسماع أقوال الشهود واستدعاء مسؤولين من الحي.