بدأت النيابة العامة في الجيزة، تحقيقًا موسعًا في واقعة وفاة شاب ثلاثيني داخل مخزن مملوك لشركة خاصة لتأجير المولدات الكهربائية في منطقة العمرانية، بعد اتهامات من أسرته بتعرضه لـ«تعذيب جسدي ونفسي مروع» من قِبل أصحاب العمل.
تعذيب حتى الموت داخل مخزن شركة خاصة في العمرانية
وبحسب أقوال أسرة الضحية، فإن الشاب يدعى محمد محمود، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وكان يعمل سائقًا وميكانيكيًا ومقيمًا في المخزن الكائن بمنطقة الكنيسة بدائرة قسم شرطة العمرانية، وتقدّم والده ببلاغ رسمي أفاد فيه بالعثور على جثة ابنه داخل منزل مهجور في محافظة الفيوم، بعد اختفائه لنحو أسبوعين.
وذكرت الأسرة أن المتهمين وهم: «أيمن.ج، ومحمد.ج، وأحمد.ج»، وأبناؤهم «يوسف» و«مصطفى.أ»، قد احتجزوا المجني عليه داخل المخزن لأكثر من 15 يومًا، وقيّدوه من قدميه وعلّقوه، وانهالوا عليه بالضرب والصعق الكهربائي حتى فارق الحياة.
وأكدت شقيقته أن الجثة تُركت لمدة يومين داخل المخزن، ما سمح لكلاب ضالة بنهش جزء من قدمه، قبل أن يقوم المتهمون بنقل الجثمان إلى منزل تمتلكه زوجته في مركز الإعلام بمحافظة الفيوم، وأجبروها على دفنه دون إبلاغ الشرطة، كما صادروا جميع الهواتف وأحرقوها لإخفاء الأدلة، بحسب روايتها.
تفاصيل مقتل سائق على يد أصحاب عمله في الجيزة
وأوضحت الأسرة أن الضحية كان يعاني من تأخر ذهني بسيط مثبت رسميًا، وتم استغلاله في العمل ومنعه من المغادرة تحت التهديد بإيصالات أمانة وقع عليها، زعم أصحاب العمل أنها لضمان معداتهم.
وبحسب مصدر أمني، فإن قسم شرطة العمرانية تلقى بلاغًا من الأسرة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بنقل الجثمان إلى الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة، والتحفظ على موقع الحادث والمعاينة الجنائية.
كما أصدرت النيابة قرارًا بضبط وإحضار المتهمين، وجرى القبض على اثنين منهم، فيما لا تزال الجهود جارية لضبط باقي المتهمين الهاربين.
وتستمع النيابة حاليًا لأقوال الأسرة وعدد من شهود العيان، كما أمرت بتشكيل لجنة فنية لفحص المخزن ومحيطه وكاميرات المراقبة، لمراجعة تسجيلات الأيام السابقة لتاريخ الوفاة.