يُعدّ الأرز من المحاصيل الصيفية الاستراتيجية التى تلعب دوراً محورياً فى تأمين الأمن الغذائى، وتحقيق التوازن الاقتصادى فى العديد من المناطق الزراعية، كما أنه يحتل مكانة خاصة على مائدة المواطن، ويُشكل عنصراً أساسياً فى الوجبات اليومية لمختلف شرائح المجتمع، وهو مصدر دخل رئيسى لقطاع واسع من المزارعين، حيث يسهم فى تحسين مستوى المعيشة ويمكنهم من الوفاء بالتزاماتهم المالية، لا سيما فى ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
ونجحت الشرقية فى تطبيق تجربة رائدة لزراعة محصول الأرز بتقنية «السطارة»، وهى تقنية واعدة لتقليل التكاليف وزيادة إنتاجية محصول الأرز فى الشرقية وتُمثّل إحدى الحلول الزراعية الحديثة لتقليل النفقات، وترشيد استهلاك المياه، مع الحفاظ على جودة الإنتاج ورفع كفاءة الأراضى الزراعية.
وأوضح المزارعن أن مرحلة تجهيز الأرض تمثل حجر الأساس فى نجاح محصول الأرز، حيث يبدأ المزارع مبكرًا فى إعداد التربة بما يضمن تهويتها الجيدة وتوزيع المياه بشكل متوازن، وتشمل هذه المرحلة عددًا من الخطوات الفنية، منها إضافة السماد العضوى لتحسين خصوبة التربة، وحرث الأرض بعمق لتفكيك التكتلات الطينية، ثم تسويتها باستخدام تقنية الليزر لضمان استواء السطح وتقليل فاقد المياه، كما يراعى فى هذه الخطوة اختيار التوقيت المناسب، والحفاظ على رطوبة التربة تمهيداً لعملية الزراعة سواء بالشتل أو البدار، أو السطارة بما يسهم فى رفع كفاءة الإنبات وزيادة الإنتاجية النهائية للفدان.
وقال المهندس عماد جنجن، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن المديرية تنفذ حقولا إرشادية لزراعة محصول الأرز، ومنها تقنية الزراعة بالسطارة المحلية «بذرة جافة فى أرض جافة صنف سخا 108»، بالتعاون مع معهد بحوث الهندسة الزراعية، وقطاع الزراعات الآلية، وقد تم إلقاء الضوء على بعض التعليمات والتوصيات الفنية الخاصة بزراعة الأرز، منها أن يتم حرث الأرض مرتين متعامدتين وتنعيم سطح التربة، ثم تسوية التربة وذلك لضمان توزيع مياه الرى بانتظام، وتوفير كمية كبيرة من مياه الرى، موضحا أن زراعة الأرز بالسطارة توفر كمية التقاوى حيث يأخذ الفدان معدل 60 إلى 70 كيلو جراما لكل فدان.
وأضاف وكيل الوزارة أنه من مميزات زراعة الأرز بالسطارة انتظام توزيع التقاوى مع التغطية الجيدة مما يحافظ عليها من الطيور وطردها، وزيادة نسبة الإنبات بالمقارنة بأى طريقة أخرى، كما تساعد على كشف الحشائش، بالإضافة إلى تسهيل عملية الضم بالكومباين مما يقلل الفاقد، فضلاً عن توفير الوقت والجهد وزيادة إنتاجية المحصول، كما يمكن وضع الجرعة السمادية التنشيطية مع التقاوى فى السطارة، مما يوفر الوقت والعمالة والسماد وضمان توزيعه، وكذلك توفر 50٪ عن زراعة الأرز بالطرق الأخرى سواء شتل أو بدار.
وقال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن الظروف المحيطة فى ظل تداعيات الحروب الدائرة ستلزم عددًا كبيرًا من الدول المتحكمة فى إنتاج سلع استراتيجية هامة مثل الأرز والقمح والأعلاف والزيوت على وقف التصدير إلى الدول الأخرى والتى لديها فجوة كبيرة بين الاستهلاك والإنتاج الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع الأسعار بصورة عشوائية وخلق أزمة مفتعلة تهدد الأمن الغذائى ولكن القيادة السياسية تسعى بكل جهد وتسابق الزمن لتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين فى مصر وتطمئن الشعب المصرى بوجود أعلى معدلات من المخزون الاستراتيجى من المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح والذرة الصفراء والزيوت والأرز ولا يوجد لدينا أى نقاط ضعف تهدد الأمن الغذائى المصرى.
وأكد «يوسف» أن مصر من أكثر الدول تقدما فى زراعة الأرز بإنتاجية تزيد عن الاستهلاك بمقدار يزيد على 400 ألف طن، خاصة أن محصول الأرز يعد من أهم السلع الاستراتيجية والذى لا يقل أهمية عن محصول القمح أو رغيف العيش، حيث يعتمد عليه معظم المصريين فى وجباتهم الرئيسية، وأشار إلى أن المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الأرز على مستوى الجمهورية، وخاصة المحافظات المصرح لها بالزراعة لموسم 2025 والتى تبلغ حوالى 724 ألفا و200 فدان للرى بالغمر أو الرى التقليدى، بالإضافة إلى حوالى 200 ألف فدان مخصصة لزراعة أصناف الأرز الموفرة للمياه فى ظل ظروف ندرة المياه، وحوالى 150 ألف فدان لزراعة الأرز على المياه ذات الملوحة المرتفعة وفى المناطق القاحلة، لذلك يمكن القول بأن المساحة الإجمالية المزروعة بالأرز فى مصر لهذا العام تقترب من مليون و74 ألفا و200 فدان شاملة المساحات التى خصصت للأصناف متحملة الملوحة والجفاف.
ولفت إلى أن متوسط سعر كيلو الأرز الأبيض 33 جنيها، ومتوسط سعر طن الأرز الشعير رفيع الحبة 15 ألفا و500 جنيه، فى حين أن متوسط سعر طن الأرز الشعير عريض الحبة حوالى 17 ألفا و500 جنيه، أضف إلى ذلك أن متوسط سعر طن الأرز الأبيض رفيع الحبة حوالى 25 ألفا و500 جنيه تقريبا، ومتوسط سعر طن الأرز الأبيض عريض الحبة حوالى 28 ألف جنيه.
وأضاف أن محافظة الشرقية من المحافظات الرائدة، وتمتلك كوادر من الفنيين والمزارعين ذات الكفاءات فى زراعة الأرز بأحدث التقنيات الحديثة أثناء الزراعة أو الحصاد، الأمر الذى يقلل تكاليف مدخلات الإنتاج، ويخفض الفاقد من الإنتاج أثناء الحصاد، حيث تبلغ المساحة الإجمالية التى تزرع هذا العام نحو 211 ألفًا و350 فدانا، لافتا إلى أن إجمالى إنتاجية مصر من الأرز الشعير حوالى 6 ملايين طن، ومعدل الاستهلاك المحلى يقترب من 3.3 مليون طن أرز أبيض على أساس أن المواطن يستهلك من 40 إلى 45 كيلوجراما، بمتوسط سنوى حوالى 43 كيلو من الأرز سنويا للفرد الواحد.
ودعا لعدم احتكار السلع ومنتجاتها الغذائية حتى لا تحدث أزمة مفتعلة، وإلزام التجار وشركات القطاع الخاص، والمضارب سواء الحكومية أو الخاصة، والتى تقوم بتعبئة الأرز بتدوين جهة التعبئة والوزن الصافى، وسعر البيع للمستهلك وتاريخ الإنتاج، ومدة الصلاحية، وأنه فى حالة الأرز المستورد من الخارج يدون اسم بلد المنشأ واسم المستورد وعنوانه على المنتج.