مصراوي

2025-06-26 13:15

متابعة
زهران ممداني.. من هو أسوأ كوابيس ترامب المرشح لعمدة نيويورك؟

كتبت- أسماء البتاكوشي:

في خطوة غير مسبوقة، فجّر زهران ممداني، عضو مجلس الولاية البالغ من العمر 33 عامًا، مفاجأة سياسية مدوية في مدينة نيويورك، بعدما فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة، متفوقًا على الحاكم السابق أندرو كومو، النتيجة اعتُبرت زلزالًا سياسيًا غير متوقع، خاصة في ظل اعتماد المدينة نظام التصويت التفضيلي، والذي من المتوقع أن تبدأ جولات إعادة توزيع الأصوات الخاسرة فيه بدءًا من 1 يوليو.

فوز ممداني لم يمر مرور الكرام، فقد أثار ردود فعل غاضبة من الرئيس دونالد ترامب، الذي شن هجومًا لاذعًا عليه عبر منصته "تروث سوشيال"، واصفًا إياه بـ"المجنون الشيوعي 100%"، وأضاف: "هذا الفوز يمثل لحظة فارقة في تاريخ البلاد... لقد أصبح الوضع سخيفًا، مظهره لا يبعث على الارتياح، صوته مزعج، ويبدو أنه ليس ذكيًا".

لم يكتفِ ترامب بانتقاد ممداني، بل وسّع دائرة الهجوم لتشمل داعميه من الجناح التقدمي في الكونجرس، مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وعضوات "الفرقة"، واصفًا إياهن بـ"الحمقى"، كما لم يسلم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من سخرية ترامب، إذ اتهمه بالتودد لممداني، وتهكم عليه بوصفه "السيناتور الفلسطيني العظيم".

وفي سياق حديثه عن مستقبل الحزب الديمقراطي، اقترح ترامب ساخرًا أن يتم ترشيح النائبة جازمين كروكيت للرئاسة، وأوكاسيو كورتيز وعضوات "الفرقة" لمناصب قيادية في الإدارة، مشيرًا إلى أن وصول ممداني إلى منصب عمدة نيويورك سيكون "كارثة حقيقية على البلاد".

من هو ممداني؟

زهران ممداني، الذي يعرّف نفسه بأنه "اشتراكي ديمقراطي"، وُلد في كمبالا، أوغندا، لعائلة هندية، وانتقل في سن السابعة إلى مدينة نيويورك بعد إقامة قصيرة في كيب تاون. والدته، ميرا ناير، مخرجة سينمائية عالمية معروفة بأعمال مثل Monsoon Wedding وThe Namesake، أما والده، محمود ممداني، فهو أستاذ بارز للأنثروبولوجيا في جامعة كولومبيا.

حصل ممداني على الجنسية الأمريكية عام 2018 بعد تخرجه من كلية بودوين بولاية ماين، حيث تخصص في الدراسات الأفريقية، بدأ حياته المهنية كمستشار لمنع الحجز العقاري في كوينز، وهو الدور الذي قرّبه من معاناة السكان المحليين، وألهمه الدخول إلى عالم السياسة.

في عام 2020، نجح في الإطاحة بعضو ديمقراطي مخضرم ليدخل مجلس الولاية، وأعيد انتخابه بسهولة مرتين. وخلال فترة عمله، قدم مبادرات تشريعية تقدمية، منها جعل بعض الحافلات العامة مجانية، وفرض قيود على دعم المنظمات غير الربحية للاستيطان الإسرائيلي.

لم يكن ممداني معروفًا نسبيًا قبل حملته الانتخابية، إلا أن سلسلة من مقاطع الفيديو وجولات ميدانية موسعة منحته زخمًا كبيرًا مكّنه من حصد 44% من الأصوات، متقدمًا على 11 مرشحًا آخر، أبرزهم كومو الذي حصل على 36%.

ما يميزه أيضًا هو خلفيته الفنية، إذ كان ناشطًا في مشهد الهيب هوب المحلي تحت اسم "Young Cardamom"، حيث ألّف أغاني تمزج بين التراث والهويات المتعددة، من أبرزها أغنية "Nani" التي أهداها لجدته. وعلى الرغم من وصفه لتجربته الفنية بأنها "محاولة من الدرجة الثانية"، فإن حملته استغلت هذا الجانب لإضفاء طابع إنساني وشعبي على صورته، لا سيما لدى جمهور الشباب.

ما يميز ممداني أيضًا هو خلفيته الفنية، فقد كان له نشاط في مشهد الهيب هوب المحلي تحت اسم "Young Cardamom"، حيث ألف أغاني تمزج بين التراث والهويات المتعددة، أبرزها أغنية "Nani" التي أهداها لجدته، وعلى الرغم من وصفه لتجربته الفنية بأنها "محاولة من الدرجة الثانية"، فإن حملته استغلت هذا الجانب لإضفاء طابع إنساني وشعبي على صورته، لا سيما لدى جمهور الشباب.

اعتمد ممداني على استراتيجية غير تقليدية، مستفيدًا من منصات مثل تيك توك، وتحدث بعدة لغات، منها الإسبانية والبنغالية، كما سار مسافة 13 ميلًا في شوارع مانهاتن موثقًا لقاءاته مع الناخبين، وقد نجح في تقديم نفسه كبديل تقدمي، يحمل وعودًا جريئة مثل تجميد الإيجارات، وتوفير خدمات رعاية أطفال مجانية، وبناء مساكن ميسورة الكلفة عبر فرض ضرائب على الأثرياء.

وقد حصل على دعم رموز اليسار التقدمي مثل ألكسندريا أوكاسيو كورتيز وبيرني ساندرز، كما نال إعجاب فئات واسعة من الناخبين في كوينز وخارجها، خاصة من المجتمعات الإسلامية والهندية والأقليات الأخرى.

ولم تمر حملة ممداني دون انتقادات حادة، فقد كان موقفه من القضية الفلسطينية أكثر الجوانب إثارة للجدل، إذ وصف الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، ودعا إلى دولة ذات "حقوق متساوية" بدلًا من "دولة يهودية"، كما رفض التنديد بدعوات "عولمة الانتفاضة"، وهو ما عرضه لهجمات من المرشحين الآخرين وجماعات يهودية مؤيدة لإسرائيل.

وفي لقاء على قناة CBS عشية الانتخابات، أجاب على سؤال بشأن حق إسرائيل في الوجود بقوله: "نعم، مثل كل الأمم، لكن عليها أيضًا التزام بالقانون الدولي"، في إشارة إلى موقف نقدي ولكن غير ناكر للشرعية الدولية.

للإطلاع على النص الأصلي
53
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات