لم تكن السيدة الخمسينية الملقبة، بـ«أم على»، بين جيرانها في منطقة فيصل بالجيزة، والمعروفة بحسن السيرة والتفاني في العمل، تتوقع أن نهاية حياتها ستكون بعد اشتعال النيران في جسدها بـ«البنزين»، على يد ابن شقيق زوجها الشاب بسبب أوهامه عن السحر والأذى.
ففي مشهد مأساوي، أقدم شاب يبلغ من العمر 20 عامًا على إشعال النيران في جسد زوجة عمه، داخل شقتها، بعد أن أوهم نفسه بأنها وراء معاناته بسبب «عمل سِحر»، فالسيدة، البالغة من العمر 54 عامًا، نُقلت في حالة حرجة إلى مستشفى أم المصريين، مصابة بحروق تغطي نحو 80% من جسدها.
المجني عليها، وهي أم لأربعة أبناء، تعمل في حضانة بمنطقة الرحاب، وتعيل ابنتها المطلقة وأحفادها، كانت تبدأ يومها منذ الرابعة فجرًا وتعود ليلًا، بالكاد تجد وقتًا للراحة، لكنها لم تشتكِ يومًا – بحسب ما يرويه ابنائها وأقاربها.
يقول ابنها «علي»: أن المتهم «ك.ع»، ابن عمنا، وكان بييجي عندنا كتير، قبلها بيوم كان قاعد معايا بيهزر، وقال لي: أنا شاكك إن حد عمل لي عمل، ولو عرفت مين، هولع فيه، ضحكت معاه، ماكنتش متخيل إنه يقصد أمي».
في اليوم التالي، اتصل المتهم بشقيق علي، وطلب منه طقم ملابس، فأخبره أن والدته ستجهزه له في المنزل، وبالفعل صعد المتهم إلى شقة الضحية للحصول عليه.
تحكي زوجة ابن الضحية تفاصيل اللحظات المؤلمة: «كنت أول واحدة طلعت عليها، بعد ما الجيران طفوا النار، سألتها مين عمل فيكي كدا، قالت لي: «ك.ع»، وإنها جهزت له الطقم، ودخلت المطبخ تغسل له شوية فاكهة، ففوجئت به يدخل ويرميها بزجاجة بنزين مولعة.
وأضافت: «تلقيت اتصالًا من الجيران يقولولي إن حماتك اتحرقت، طلعت لقيتها على السلم، حالتها صعبة، والنار كانت لسه مشتعلة، الجيران حاولوا يطفوها بالعافية، وصراخها صحى العمارة كلها».
نُقلت «أم علي» إلى العناية المركزة وهي تصارع الموت، بينما تم نقل المتهم إلى نفس المستشفى لتلقي العلاج بعدما أُصيب خلال محاولته الفرار وقفزه من شرفة الشقة، وبالتحقيق معه، أقر بجريمته، قائلًا: «أذيتها زي ما أذتني، هي عملتلي سِحر وضيعت حياتي».
أسرة المجني عليها تعيش لحظات من القلق والألم، وتدعو لنجاتها، بينما يطالب أبناؤها بمحاكمة المتهم، ويقول ابنها الأصغر: «أمي شايلة البيت طول عمرها، مش معقول يتحرق قلبنا عليها بسبب خرافة وسوء ظن».