المصري اليوم

2025-06-27 22:30

متابعة
خبير طرق: السلوك البشري السبب وراء 64% من الحوادث

قال الدكتور حسن مهدي أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن تكرار الحوادث في نفس النقطة الجغرافية على الطرق، يُعد مؤشرًا على وجود مشكلة هندسية أو فنية في تصميم الطريق أو تنفيذه، وهو ما لم يحدث على الطريق الدائري الإقليمي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «الطريق ليس السبب في الحادث، وفي الأغلب يكون العنصر البشري، وفقًا للإحصائيات»، مشيرا إلى أن الطريق إذا كان السبب الرئيسي في الحوادث، فإن الكوارث تتكرر عليه بنفس النمط والموقع، ما يستدعي التدخل العاجل لمراجعة الوضع الفني والهندسي للمكان.

وأكد مهدي أن الحوادث بشكل عام لا تخرج عن 3 مسببات رئيسية وهي «الطريق، المركبة، والسلوك البشري»، موضحًا أن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير إلى أن نحو 64% من الحوادث تقع بسبب العنصر البشري وحده، مشيرا إلى أن السلوك البشري لا يشمل فقط سائقي المركبات، بل يمتد لكل مستخدمي الطريق، سواء كانوا مشاة أو راكبي دراجات أو دراجات نارية أو تروسيكلات.

وأشار إلى أن الدولة تعمل حاليًا على تعميم أنظمة النقل الذكي لمراقبة حركة المركبات وضبط المخالفات مثل السرعة الزائدة، السير عكس الاتجاه، أو القيادة المتهورة، لكنها بحاجة موازية إلى تغيير السلوك المجتمعي وتكثيف التوعية بقواعد المرور وتبعات إهمالها.

وتطرق مهدي إلى الخطورة البالغة لتحويل سيارات النقل – خاصة الربع نقل – إلى وسيلة لنقل الركاب، مؤكدًا أن هذه المركبات غير مرخصة لذلك، وتفتقر تمامًا لأي وسائل أمان، واستخدامها في نقل المواطنين يُعد «جريمة تستوجب العقاب».

وأكد أن القانون يجرّم هذا النوع من المخالفات، إلا أن الظاهرة ما زالت منتشرة في بعض المناطق الريفية والطرق السريعة، مشيرًا إلى أن تراكم مثل هذه المخالفات يؤدي إلى كوارث إنسانية مؤلمة كما حدث مؤخرًا.

وأشار إلى أن قانون المرور الجديد يتضمن نظام «النقاط» الذي يسمح بخصم نقاط من رخصة القيادة في حال تكرار المخالفات، وقد يصل الأمر إلى سحب الرخصة نهائيًا وإلزام السائق بإعادة الفحص الفني والطبي كما لو أنه يتقدم للحصول عليها لأول مرة، أو يُمنع من القيادة تمامًا.

وأكد مهدي أن مشكلة الحوادث تتعقد أيضًا بسبب كثرة تعاطي اغلب سائقي المركبات الثقيلة وحافلات المدارس للمخدرات، مشيرًا إلى أن التحقيقات كثيرًا ما تثبت تعاطي بعض السائقين للمواد المخدرة وقت الحوادث، وهي مسألة يجب أن تُواجه بحزم وتشديد للرقابة.

كما حذّر من قيادة المركبات لساعات طويلة دون راحة، ما يُضعف التركيز ويُبطئ رد الفعل، وقد يؤدي إلى الحوادث بسبب «النعاس أثناء القيادة»، وهو ما يتطلب وجود سائق بديل في الرحلات الطويلة، وهو ما لا يحدث كثيرًا في قطاع النقل الثقيل، رغم خطورته.

وشدد على أن المركبات غير المؤهلة فنيًا تمثل عاملًا مباشرًا في الحوادث، إذ تنتشر سيارات بدون فرامل سليمة، أو إضاءة، أو خاضعة للصيانة الدورية، ما يجعلها «قنابل متحركة» على الطرق، مؤكدا على أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب رقابة مرورية فعالة وفحصًا دوريًا جادًا لكل المركبات على الطرق، وليس فقط أثناء الترخيص.

وفيما يخص تطور شبكة الطرق، قال «مهدي» إن مصر شهدت قفزة كبيرة خلال العشر سنوات الأخيرة، بدليل تقدمها من المرتبة 118 إلى المرتبة 18 عالميًا في مؤشر جودة الطرق، وفقًا لتقارير التنافسية العالمية، لكن هذا التطور صاحبه أحيانًا «سوء استخدام»، مثل زيادة السرعة أو القيادة المتهورة.

كان الطريق الدائري الإقليمي شهد، صباح اليوم، حادثًا مروعًا بمحافظة المنوفية، أسفر عن وفاة 19 شخصًا بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة بمركز منوف، بعد تصادم ميكروباص بسيارة نقل تسير عكس الاتجاه، وتباشر النيابة العامة التحقيق في الواقعة، التي أثارت حزنًا واسعًا، خاصة مع تداول صور للجنازات الجماعية للفتيات في مشهد صادم أعاد تسليط الضوء على مخاطر سوء استخدام الطرق وسلوك بعض السائقين.

للإطلاع على النص الأصلي
17
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات