في الطابق العلوي من مستشفى السلام العام في القاهرة، توقّف جهاز التنفس الصناعي، وخمدت المؤشرات الحيوية على شاشة الرعاية المركزة، لتنتهي حياة «مصطفى»، الطالب العشريني، بعد 9 أيام قضاها في غيبوبة تامة إثر تلقيه طعنة نافذة في صدره بسلاح أبيض، أثناء محاولته فض مشاجرة بين طفلين في أحد شوارع منطقة السلام، إذ تلقاها على يد صديق أحدهما.
وفاة طالب في السلام بعد طعنة قاتلة
فارق «مصطفى» الحياة، اليوم الخميس، تاركًا خلفه أمًا مكلومة لم تغادر باب العناية لحظة واحدة منذ إسعافه في 25 يونيو الماضي، بعد أن غرس أحد المتشاجرين «مطواة» في صدره، طعنة واحدة كانت كفيلة بقطع شريان الحياة.
كان صاحب الـ20 عامًا، يدرس في السنة الثالثة بمعهد نظم ومعلومات بالتجمع الخامس، ويعمل في مطعم مأكولات ليساعد أسرته بعد وفاة والده، بحسب رواية شقيقه الأكبر «محمود»، الذي أكد أن الأسرة تكفلت خلال أيام علاجه بتوفير نحو 40 كيس دم للمستشفى، في محاولات مستميتة لإنقاذ حياته.
اقرأ المزيد عن القصة|
غيبوبة «مصطفى» بعد طعنة أثناء شراء العشاء.. مأساة طالب يعول أسرته والأم ترفض مغادرة العناية
غيبوبة شاب بعد طعنة في القلب
لم يكن «مصطفى» طرفًا في المشاجرة، فقط خرج ليجلب عشاء لأسرته في تلك الليلة، ليجد شقيق خطيبته في شجار مع صبي آخر، فحاول التهدئة، لكن أحد أصدقاء الصبي الآخر، ويُدعى «محمد»، باغته بطعنة مباشرة في القلب.
دخل غرفة العمليات فور وصوله إلى المستشفى، وخضع لجراحة عاجلة في القلب والصدر، تلتها أيام من الصمت الكامل داخل الرعاية المركزة، حيث توقفت كليتاه عن العمل، ووُضع على أجهزة التنفس والأنابيب الصدرية، دون تحسن يُذكر حتى لحظة وفاته.
شقيقه «محمود» قال لـ«المصري اليوم»: «مصطفى كان سندي وسند أمي بعد ما أبونا مات.. اشتغل ودرس وصرف على البيت.. العشاء اللي نزل يجيبه بقى آخر مشوار له في الدنيا».