مصراوي

2025-07-07 09:36

متابعة
تخصيص 20% من درجات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة.. وخبير يوضح


 تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى تطبيق مقترح يتضمن تخصيص 20% من درجات امتحانات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة، بما يتماشى مع الرؤى العلمية الحديثة ويحقق أهدافًا عدة، على رأسها التقييم العادل لمستوى الطلاب، وتحقيق الانضباط المدرسي، وإعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى التقييم التعليمي والارتقاء بمنظومة التعليم الأساسي.

ورغم النوايا الإيجابية للمقترح، إلا أن الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، كشف عن عدد من التحديات الجوهرية التي قد تحول دون التطبيق الفعّال لهذا القرار، مطالبًا بمراجعة الأمر قبل الشروع في تنفيذه على نطاق واسع.

عجز المعلمين يهدد تنفيذ التقييم

من أبرز التحديات التي أشار إليها شوقي، النقص الكبير في أعداد المعلمين في المدارس، وهو أمر سيزداد تعقيدًا مع عودة أكثر من مليوني طالب في الصف الثالث الإعدادي إلى الانتظام الكامل، وهو ما يتطلب توفير كوادر تعليمية إضافية للتعامل مع المهام المرتبطة بأعمال السنة، مشيراً إلى أن الوزارة كانت قد نجحت مؤخرًا في تقليل كثافة الفصول الدراسية إلى أقل من 50 طالبًا في الفصل، من خلال توزيع طلاب الشهادة الإعدادية على فصول الصفين الأول والثاني، لكن مع العودة الكاملة لهؤلاء الطلاب، فإن الفصول ستشهد تكدسًا جديدًا، ما يؤثر سلبًا على جودة التعليم.

غياب المهارات التقييمية لدى المعلمين

وأشار شوقي إلى أن كثيرًا من المعلمين يفتقرون إلى المهارات المطلوبة لتطبيق أدوات التقييم المتنوعة، ما قد يؤدي إلى أخطاء في تقدير أعمال السنة، وبالتالي ظلم بعض الطلاب أو المبالغة في تقييم آخرين.

غموض حول الجهة المسؤولة عن التقييم

ومن بين الإشكاليات المطروحة، تساؤل مهم حول من سيتولى إعداد تقييمات أعمال السنة، هل ستكون من اختصاص المعلمين أم الوزارة؟ وهل سيتم توحيد تلك التقييمات على مستوى المدارس، أم تختلف من مدرسة لأخرى؟ وهو ما يفتح الباب أمام تفاوت المعايير وغياب العدالة بين الطلاب.

تضخيم الدرجات وسمعة المدارس الخاصة

وأضاف الخبير أن بعض المدارس الخاصة قد تلجأ إلى منح الطلاب كامل درجات أعمال السنة لتحسين نسب النجاح ورفع مكانتها التنافسية، مما يُفقد التقييم مصداقيته ويؤثر على عدالة التوزيع، محذراً من أن بعض المعلمين قد يستغلون نظام أعمال السنة في الضغط على الطلاب للالتحاق بالدروس الخصوصية، سواء من خلال ربط الدرجات بتلك الدروس، أو عبر مطالبتهم بالاستعداد لتقييمات مصطنعة خارج إطار المدرسة.

نقص الإمكانيات والمعامل في المدارس

لفت شوقي إلى أن التقييم الجيد يجب أن يشمل اختبارات متنوعة مثل الشفوي والعملي، خصوصًا في اللغات والعلوم، وهو ما يتطلب بنية تحتية متوفرة في المدارس مثل المعامل والأجهزة، والتي تعاني كثير من المدارس من غيابها، كما نبه إلى أن انتهاء الطلاب من أداء أعمال السنة في منتصف العام قد يؤدي إلى تراجع التزامهم بالسلوك المدرسي، وزيادة محاولات إثارة الفوضى داخل المدارس، ما يؤثر على سير العملية التعليمية.

لماذا لا يطبق على الثانوية العامة؟

واختتم شوقي تساؤلاته بطرح نقطة جدلية، قائلاً: "إذا كانت هناك أهداف تربوية وراء تخصيص 20% من درجات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة، فلماذا لا يتم تطبيقها على طلاب الثانوية العامة أيضًا؟"، وهو ما يطرح تساؤلات حول المعايير المعتمدة لتطبيق مثل هذه السياسات.


:


للإطلاع على النص الأصلي
54
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات