«زوجي بيحب واحدة تانية، وبيقولها كده كل ليلة»، بتلك الكلمات بدأت زوجة في العقد الثاني من عمرها حديثها داخل إحدى قاعات محكمة الأسرة بالقاهرة، تطلب الخُلع من زوجها، ليس بسبب الضرب أو الهجر بل بسبب ما وصفته بـ«الخيانة اللاواعية».
بدأت القصة بعد عامين من الزواج، عندما لاحظت الزوجة أن زوجها، المهندس في إحدى شركات المقاولات، يتحدث أثناء نومه بانتظام، في البداية ظنت أن الأمر طبيعي، أو نتيجة الإرهاق، لكنها صُدمت بعد أن أصبحت بعض كلماته واضحة،«في يوم كنت قاعدة بشتغل على اللابتوب، وسمعته بينادي على واحده بإسمها وبيقولها (وحشتيني)».
تابعت:«من وقتها بدأت أتابعه كل ليلة، والكارثة إن الموضوع متكرر، بأسماء مختلفة، ومع عبارات رومانسية صريحة».
قدّمت الزوجة للمحكمة تسجيلات صوتية مدتها لا تقل عن 10 دقائق، مسجلة على مدار شهرين، تثبت أن زوجها يُكرر هذه العبارات أثناء نومه، بصوت واضح.
وقف الزوج مدافعًا عن نفسه أمام القاضي، قائلًا: «أنا عمري ما خنتها، ولا كلمت واحدة غيرها، هي عايزة تخلعني عشان حلم؟! الكلام اللي بيتقال وأنا نايم مش بإيدي، ومش منطقي اني أتحاسب على اللاوعي».
فيما طلبت المحكمة عرض الزوج على أخصائي نفسي، والذي أثبت أنه يعاني من اضطراب يُعرف باسم «الباراسومنيا المعقدة»، وهي حالة تتسبب في التحدث أثناء النوم والتعبير اللاواعي عن المشاعر الداخلية مع تكرار أفكار موجودة في اللاوعي.
وجاء في التقرير الطبي: «المريض لا يسيطر على ما يقوله أثناء النوم، لكن العبارات قد تعكس مشاعر أو صراعات نفسية غير مُعلنة».
بعد مداولات، أصدرت محكمة مستأنف عالي الأسرة بالقاهرة حكمها بقبول الدعوى مع رد مقدم الصداق والتنازل عن الحقوق المالية الشرعية، لثبوت النفور واستحالة دوام العشرة، وعدم قدرة الزوجة على تحمّل الاستمرار في العلاقة.