مصراوي

2025-07-25 15:15

متابعة
"منزل النعوش السبعة".. قصة موت غامض بدأ بالأطفال وانتهى بالأب في المنيا

المنيا - جمال محمد ومحمود عجمي:

تلقت قرية أسرة قرية دلجا، التابعة لمركز ديرمواس في محافظة المنيا، ضربة موجعة لسابع مرة، صباح اليوم الجمعة، بعد أن توفي "ناصر محمد علي" والد الأطفال الستة المتوفين على مدار الأسبوعين الأخيرين بمرض غامض حير الأطباء والمواطنين سوياً، فيما تبذل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة جهوداً كبيراً لحل اللغز.

بدأت الفاجعة التي باتت حديث المجتمع المصري في مساء يوم الجمعة قبل الماضية 11 يوليو، بعدما تناولت الأسرة المكونة من الأب والأم والأطفال السنة وجبة عشاء معدة داخل المنزل، وبعدها بقليل بدأ الأطفال يشتكون من سخونة مفاجئة واضطراب في الوعي وهبوط شديد في الجسم، ليتك نقل أصغرهم المستشفى ويتوفر سريعاً، وبعدها بساعات يلحق به اثنين آخرين، ويتم تشييعهم في صباح السبت واحداً تلو الآخر.

وفي نفس اليوم بدأت الأعراض تظهر على شقيقهم الرابع أحمد ليتوفى بعدهم بساعات قليلة في نفس اليوم، ويتم تشريح جثمانه، وتذاع شائعات بأن أسباب الوفيات هو إصابتهم بالالتهاب السحائي.

في اليوم الثاني أصدرت وزارة الصحة والسكان، بيانًا نفت خلاله أن يكون سبب الوفيات الالتهاب السحائي، كونه لا يؤدي الوفيات سريعاً باسل زمني قصير للأشقاء، وغياب العديد من أعراضه عليهم.

تقرر فيما بعد إيداع الطفلتين الأخيرتين رحمة وفرحة داخل مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة خوفاً على حياتهم، كونهم آخر من تبقى من أطفال الأسرة، ورغم استقرار حالتها بشكل كامل خلال أول 48 ساعة بحسب حديث الأطباء، إلا أن إحداهن بدأت تشتكي من ظهور نفس الأعراض المرضية التي أودت بحياة أخواتها في نفس يوم خروجهم من المستشفى.

وتقرر عودتهم مجدداً، لتتوفى "رحمة" بعد صراع مع المرض الغامض لمدة ثلاثة أيام، فيما تم تحويل الطفلة فرحة لمستشفى الإيمان بأسيوط؛ لإجراء مزيد من الفحوصات والتحاليل الدقيقة وغير المتوفرة بالمنيا، ورغم استقرار حالتها في البداية إلا أنها توفيت بعدها بأيام قليلة بتوقف واضطراب في عضلة وضربات القلب، لترسم حالة من الحزن والصدمة على أسرتها وجميع أهالي القرية.

ظل الأب المكلوم ناصر يصارع مرضه المجهول لوحده داخل مستشفى أسيوط الجامعي الذي حُجز فيها منذ الخميس 17 يوليو، وما بين استقرار الحالة تارة وتدهورها تارة أخرى، انقطع الأنباء عنها في آخر عدة أيام بحسب أسرته، ومنعت عنه الزيارات، إلى أن توفي صباح اليوم الجمعة، ليكتب فتح قبر أبنائه للمرة السابعة.

من جانب آخر كشف الدكتور محمد إسماعيل عبد الحفيظ أستاذ السموم بكلية الطب بجامعة المنيا والذي تولى مهمة الإشراف على آخر شقيقتين لكشف غموض إصابتهم، أنه طوال تلك الفترة ونحن على تواصل مع أستاذة السموم بكليات جامعة عين شمس والإسكندرية وآخرين، لأن الحالات معقدة.

وتابع: "تبين في النهاية لنا أن تلك الحالات مشابهة لحالة كانت قد وصلت إلى مستشفى الإسكندرية منذ سنوات قادمة من محافظة البحيرة، وأكد المريض حينها أنه تعاطي مادة سامة وهي مبيد حشري يحتوي على مادة " كلورفينابير" وتسببت له في نفس أعراض الأطفال، وعند مقارنة حالة الأطفال وأعراضهم، وحالة الأب حالياً، والذي بدأت المادة السامة تصل إلى خلايا المخ، يتبين لنا أنها نفس مواصفات وأعراض تلك المادة السامة.

كما أكد أن عدد الحالات التي أصيبت بتسمم تلك المادة حول العالم أعداد قليلة للغاية، ولم يتم اكتشاف ترياق لتلك المادة حتى الآن أو نوع تحليل يكشفها في الدم، وهو السر الذي يكشف لنا لماذا لم نكتشف مادة غريبة في دم الأطفال أو والدهم حتى الآن.

وتعود أحداث القصة المؤلمة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، إخطاراً يوم السبت قبل الماضي، بوصول ثلاثة أطفال متوفين، ودخول شقيقهم الرابع للعناية المركزة بمستشفى ديرمواس المركزي، دون معرفة أسباب الوفاة.

بالانتقال تبين وفاة الأشقاء: محمد ناصر محمد، 11 سنة، عمر، 7 سنوات، ريم 10 سنوات، وإصابة شقيقهم أحمد، بحالة إعياء شديدة - توفي بعدهم بساعات، كما نُقلت الطفلتين فرحة نصر محمد، 14 سنة ، ورحمة ناصر محمد، 12 سنة، شقيقتي الأطفال الأربعة المتوفين إلى مستشفى صدر المنيا، وتم وضعهن تحت الملاحظة بعد ظهور أعراض مرضية عليهن، وتوفيت إحداهن في وقت لاحق - رحمة، ولحقت بها الطفلة الأخيرة - فرحة.

وتواصل النيابة العامة بديرمواس تحقيقاتها الموسعة مع زوجتي الأب وبعض أفراد العائلة، لمحاولة كشف غموض الواقعة.

...

للإطلاع على النص الأصلي
32
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات