صدى البلد

2019-01-04 09:00

متابعة
استقالة الناظر من مدرسة المشاغبين.. حكاية انسحاب عبدالمنعم مدبولي من المسرحية.. نوستالجيا

"رسالة الفنان مش استخدام الترفيه وإسعاد الناس بس وإنما إفادتهم.. ضحك علطول غلط.. وجد علطول غلط" كانت هذه الجملة أكثر ما كان يؤمن به الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي، وكانت هذه الجملة هي سبب انسحابه من أداء دوره في مسرحية "مدرسة المشاغبين" كناظر للمدرسة، بعدما شعر أن المسرحية قد غلب عليها الطابع الكوميدي دون رسالة أو هدف.

انسحب عبدالمنعم مدبولي في صمت من تقديم دور البطولة في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، والتزم الصمت لفترة حتى صرح لأول مرة في عام 1973 في حوار قديم له نشر في مجلة الكواكب، عن سبب المشاكل التي لاحقت مدرسة المشاغبين منذ بداية عرضها، وحكي عبدالمنعم مدبولي القصة بكل التفاصيل.

«مدرسة المشاغبين» مسرحية التي حققت نجاحا عظيما وفي نفس الوقت صاحبتها مشكلة مستعصية، فالفرقة كان بها عدد من الممثلين الشبان، وكان لديهم طموح كبير أوله إثبات طموحهم ووجودهم في المسرحية لكن ليس على حساب المسرحية، فأولى المشاكل كانت خروج الفنانين عن النص حتى طالت مدة العرض أكثر من اللازم، كما قال مدبولي.

فشلت كل المحاولات لتلافي الأمر وأصبح الناس ينامون في الفصل الثالث، وحلا للمشكلة لجأ عبدالمنعم مدبولي إلى اختصار دوره فكانت النتيجة أن بقية الممثلين استغلوا الزمن المختصر لحسابهم وظلوا يمطون أدوارهم، "وكل واحد يقول اللي في نفسه".

وكان العرض ينتهي في الساعة الثالثة صباحا، واضطر عبد المنعم مدبولي الاستغناء عن جزء كبير من الفصل الثالث، ففقدت المسرحية كثيرا من القيم الجادة التي يهدف إليها العمل الفني، وحدث ذلك بالفعل في موسمي عام 1971، و1972، وأقسم عبدالمنعم مدبولي ألا يقوم ببطولة المسرحية إلا إذا عادت إلى ما كانت عليه في بداية عرضها.

وانقسمت الفرقة إلى قسمين، قسم قدم مسرحية "الحي الغربي" وقسم قدم مسرحية "العيال الطيبين" التي لعب عبدالمنعم مدبولي بطولتها، ومرة أخرى قامت المشكلة في مسرحية "الحي الغربي" بسبب عدم التزام الممثلين بالنص، وتصاعدت الأزمة لدرجة جعلت الرقابة تحذر الفرقة أكثر من مرة ثم انتهى الأمر بأن سحبت ترخيص عرض المسرحية.

واضطررت الفرقة وقتها إلى وقف مسرحية "العيال الطيبين"، وإعادة مسرحية "مدرسة المشاغبين" لتغطية المصاريف الباهظة التي صرفت على مسرحية "الحي الغربي".

وكان لعبدالمنعم مدبولي شروط ليقبل تجسيد دوره مرة أخرى في "مدرسة المشاغبين"، وهو أن يلتزم كل ممثل فيها بدوره، وتم الاتفاق على ذلك وبدأ العرض في نهاية موسم الشتاء لكن سرعان ما تكررت المشكلة، ووصل الأمر إلى أن أحدهم أرسل تلغرافا يطالب فيه بإنقاذ الآباء مما يحدث في المسرحية، وفوجئ عبدالمنعم بأن هذا التلغراف تم إرساله إلى رقابة المصنفات الفنية، التي أرسلت للفرقة وقتها إشارة للالتزام بالنص.

وخلال أحد عروض المسرحية، قال عبدالمنعم لسهير البابلي هذه الجملة من الحوار الخاص بدوره : "انتي خلقتي عجزة وقدرتي تقومي الاولاد دول لحد ما بقوا رجالة"، فقاطعه متفرج أمامه وقال بصوت عال: "لا اتقوموا ولا حاجة يا أستاذ"، وكانت هذه الجملة كافية لعبد المنعم مدبولي أن يرفض التمثيل في المسرحية بالصورة التي وصلت إليها.

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات