عادة لا أتابع برنامج (رامز تحت الأرض) للممثل الكوميدي المصري رامز جلال الذي اشتهر كثيراً في الوطن العربي بعد برامج المقالب التي استضاف فيها أهم نجوم الوطن العربي بغض النظر عما إن كانوا على علم بالمقلب أم لا..
وأنا أتصفح الـ Facebook لفتني فيديو لرامز وهو يعلّق على ضيف برنامجه الممثل المصري أحمد فهمي الذي حاوره نيشان في إحدى الحلقات، وللأمانة لا أعرف متى عُرضت الحلقة لأنني لست من متابعي هكذا أنواع من البرامج التي لا تفيدنا إطلاقاً ولا يهمنا أن نتابعها إلا في أوقات الفراغ غير الموجودة أصلاً..
الغريب أن رامز في حلقة أحمد، أهان الممثلة اللبنانية صاحبة أهم الإنجازات، وصنّف ممثلاتنا بالجغرافيا (أي التضاريس) أي تلك التي تعتمد على شكلها وجسدها للوصول إلى المشاهدين، بعكس النجمات المصريات اللواتي وصفهن رامز بصاحبات التاريخ.
وفي التفاصيل وخلال الحلقة سأل نيشان أحمد: بماذا تحتلف النجمة اللبنانية عن النجمة المصرية؟ ليجيب رامز ساخراً: (المصرية تاريخ واللبنانية جغرافيا ادّي جامد) ومع كلمة جغرافيا حرّك رامز يديه واصفاً جسد الممثلة اللبنانية بالتضاريس..
الغريب أن أحداً من الصحافيين اللبنانيين لم يعلّق على الموضوع ولا حتى دافع عن اللبنانيات اللواتي لم تقدّمن العري والفجور، بل أثبتن أنفسهن بشطارتهن وذكائهن.
كيف لرامز أن ينسف تاريخ الممثلات اللبنانيات من الشحرورة صباح التي اكتشفتها المنتجة اللبنانية آسيا داغر وكانت أول مشاركة لصباح في مصر من خلال فيلم (القلب له واحد) العام 1945.
ولم تكن صباح الوحيدة التي دخلت مصر ولا يمكننا أن ننسى ليز سركسيان حيث ساهمت الحرب اللبنانية من العام 1975 إلى العام 1990 بهجرتها من لبنان إلى مصر وقدّمت أهم الأدوار هناك.
مادلين طبر عملت في بداية حياتها المهنية صحافية ومذيعة تلفزيونية. وفي أوائل التسعينات شاركت بعدد من المسلسلات أبرزها كان فيلم (كفرون، الطريق إلى إيلات، وجه القمر) وغيرها من الأعمال السينيمائية والتلفزيونية، ولا تزال مادلين اللبنانية حتى الآن اسماً كبيراً في مصر.. فهل من يخبرنا عن تضاريسها؟
ومن بعد هؤلاء النجمات اللبنانيات (التي ذكرناهن أعلاه)، دخلت كل من نور من خلال فيلم (شورت وفانيلا وكاب) مع النجم المصري أحمد السقا، ونيكول سابا من خلال (التجربة الدنيماركية) مع زعيم الكوميديا المصرية عادل إمام.
أما سيرين عبد النور، نادين نسيب نجيم، ورد الخال، ماغي بو غصن فقد اشتهرن بسبب الأعمال العربية المشتركة التي ساهمت بدخول أسماء ممثلات جديدات على الساحة المصرية لكن جميعهن لم تحصلن على الشهرة بسبب تضاريسهن كما وصفهن رامز الـ بلا أدب.
فهل يعرف رامز تاريخ الممثلة اللبنانية فريال كريم مثلاً التي كانت من أهم الـ Comedian في الوطن العربي.
وما أدراك يا رامز بالممثلة الكبيرة هند أبي اللمع بالإضافة إلى آمال عفيش، وأماليا أبي صالح وغيرهن. لكن للأسف فإن الحرب اللبنانية قضت على الدراما اللبنانية التي كانت من أهم الدراما العربية أنذاك.
على العموم، هذا ليس الهجوم الأول على اللبنانيات اللواتي تواجهن تحدّيات كثيرة لأنهن استطعن أن تجلسن أهم النجمات العربيات في بيوتهن..
رامز أخطأ عندما شمل ووصف كل الممثلات اللبنانيات بصاحبات الجغرافيا لأن أغلبيتهن صاحبات تاريخ مشرّف.. ولا يمكنه مثلاً مقارنتهن بالفنانة اللبنانية هيفا أو مروى التي شاركت في فيلم مصري (حاحا وتفاحا) وكان دورها سيئاً مثل المنتج المصري الذي يعيش على الجغرافيا.
رامز جلال إن كنت ترغب بمغازلة نجمات مصر لا داعي لأن تضعنا في سلة المهملات، ولو أنك تقطع لسانك، ونحن من نقيم النجمات ولا نبخس أحداً حقها من مصر كانت أو من الصومال أو من هونولولو.
مارون شاكر – بيروت