مواقف كثيرة تعرض لها عدد من صناع السينما فى حياتهم، جعلتهم يتحمسون أن يحولوا ما مروا به إلى أفلام يستمتع بها الجمهور.
استلهم بعض صناع السينما أفلامهم من قصص واقعية لأشخاص فى المجتمع، وآخرون تركوا العنان لخيالهم، بينما أخرج عدد من المخرجين والمؤلفين أفلاما للجمهور كانت مرآة تعكس تجربة ذاتية، أو تبين هوسهم بشخصية ما فى الصغر، أو محاكاة لما يدور داخلهم من حكايات، وحدث ذلك فى عدد كبير من الأفلام، آخرها «بلاش تبوسنى».. ونرصد في التقرير التالي أبرز تلك الأفلام:
بلاش تبوسني
السبب وراء خروج فيلم «بلاش تبوسني» للجمهور، موقف تعرض له مؤلف ومخرج العمل «أحمد عامر»، حيث كان يعمل على أحد الأفلام، ورفضت ممثلة العمل بعد أن قرأت السيناريو، تقديم مشهد «بوسة»، مبدية اعتراضها الشديد على الفيلم، ما جعله يتحمس لأن يخرج الواقعة فى فيلم قريب من الوثائقي، يحكي من خلاله تاريخ القبلات فى السينما المصرية بشكل كوميدي.
ينطلق الفيلم مع قصة فجر، نجمة الإغراء الشهيرة، وبطلة الفيلم الطويل الأول لمخرج شاب، والتي ترفض مشهد «بوسة» في الفيلم، ما يثير جنون المخرج، ويستفز المنتج، ويحاول من حولها الوصول إلى أرضية مشتركة لاستكمال الفيلم والخروج من المأزق، ويشارك في بطولته «ياسمين رئيس، ومحمد مهران، وسوسن بدر، وسلوى محمد على»، وظهر خلاله المخرج الراحل محمد خان، والمخرج خيري بشارة كضيوف شرف.
شيخ جاكسون
هوس المخرج عمرو سلامة بملك البوب مايكل جاكسون فى صغره، جعله يحلم أن يقدمه فى فيلم عنه، يتطرق إلى تأثيره على حياته، والتغييرات التي شهدها خلال طفولته، حتى أنه ذكر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ما كان يفعله فى صغره لكى يبرهن على حبه لمايكل، قائلا: «حبيت مايكل وطولت شعري وقصرت البنطلون واتعلمت الموون ووك، لحد ما بقيت تريقة الفصل، وأهلي خافوا على ميولي».
وتابع: «قررت أحبه بشكل أكثر وَقَارا تجنبا للإحراج، لحد ما مات ولقيت مصر بتعزيني كأني واحد من عيلته وكنت فعلا يومها حزين، كأن طفولتي انتهت وماتت وحسيت إني كبرت فجاة».
الفيلم تدور أحداثه في السنوات التي سبقت ثورة 25 يناير، حول شخص يعانى من أزمة نفسية بسبب هوسه بملك البوب مايكل جاكسون، ويشارك فى بطولته ماجد الكدوانى، أحمد مالك، وأمينة خليل، إضافة إلى ظهور عدد من ضيوف الشرف، درة التونسية، محمود البزاوي، وياسمين رئيس.
القضية 23
مشادة حادة تقع بين شابين أحدهما «مسيحي» لبناني يدعى «طوني» وآخر لاجئ فلسطيني «مسلم» يدعى «ياسر» يعيش في أحد مخيمات لبنان، بسبب سقوط قطرات من المياه المتسخة من ماسورة الصرف الخاصة بالشاب الأول على رأس الثاني داخل أحد مواقع البناء، ويتحول الخلاف الصغير بين الرجلين إلى مواجهة كبيرة في المحكمة تتطور إلى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب الأهلية في لبنان.
حملت تلك القصة اسم فيلم بعنوان «قضية 23»، للمخرج زياد دويري، الذى مر بنفس الأحداث وقرر أن يحولها لقصة سينمائية يراها الوطن العربي والعالم كله، والفيلم شارك في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية، حيث تعرض لهجوم حاد بسبب تصوير بعض المشاهد فى إسرائيل، ويقوم ببطولته «عادل كرم، وريتا حايك، وكميل سلامة، وكريستين شويري والممثل الفلسطيني كامل الباشا».
حدوتة مصرية
المخرج الكبير يوسف شاهين قرر أن يحول الصخب الدائر داخله كطفل وما يحلم به، إلى واقع يشاهده كل جمهوره، متجسدا في فيلم حمل اسم «حدوتة مصرية»، يحكي سيرته، ويجعلك تتذكر من خلال «يحيي» بطل العمل، أيام شباب يوسف، وقصة أزمته الصحية التي تعرض لها، والتي اضطرته للسفر لإنجلترا للعلاج.
الفيلم ضمن سلسلة تتناول السيرة الذاتية لـ«شاهين»، وهي: «إسكندرية... ليه؟، وإسكندرية كمان وكمان، وإسكندرية نيويورك»، وشارك في بطولة الفيلم كل من «نور الشريف، ويسرا، وماجدة الخطيب، ومحسن محيي الدين».