جريدة القبس الإلكترونية

2019-01-22 09:01

متابعة
السباحة… منافع كثيرة لطفلك


يكفي أن يجد الطفل نفسه في حوض مملوء بالماء والألعاب الممتعة ووسط والديه كي يحبّ السباحة والمشاركة، ويستمتع بوقته في البيئة المائية ويجد توازنه ويبحث عن استقلاليته.

الطفل حساس تجاه حركة الماء وملمسها منذ وجوده في رحم أمه. لهذا السبب على الأرجح يحبّ الاحتكاك بالماء منذ مرحلة مبكرة من حياته.لا تشير الولادة إلى نهاية العلاقة التي بدأ الطفل يطوّرها مع ذلك العنصر السائل، بل يشكّل الماء %75 من وزن المولود الجديد و50 إلى %60 من وزن الشخص الراشد، لذا يبقى جزءاً أساسياً من تركيبة الإنسان على مر حياته.يوضح ماء الاستحمام حدود جسم الطفل ويجعله يدرك شكله. لذا لا تترددي في اصطحاب طفلك إلى حوض السباحة. حين يصبح كبيراً بما يكفي، يمكنه أن يشارك في تحضير حقيبته أو يشاهدك حين تحضّرينها (منشفة، مشط، حفاضات مقاومة للماء، لباس السباحة…). لكن قبل ساعة من الذهاب إلى حوض السباحة، احرصي على ترطيب جسمه بما يكفي وأعطيه ليأكل السكريات السريعة والبطيئة: حليب، موز، شوكولاتة، سميد، خبز، فاكهة مطبوخة… أعطيه الماء بعد السباحة أيضاً.يشكّل الانتقال من حوض الاستحمام الصغير إلى حوض السباحة الشاسع تجربة بحد ذاتها. لا تتعلّق مخاوف الصغار دوماً بالمسائل التي يفكر بها الراشدون، بل تختلف طريقة تفاعلهم مع الأصوات والضحكات وصراخ الأولاد أو الراشدين الآخرين بحسب شخصية كل طفل وتجاربه ورغباته ومخاوفه. لذا يجب أن تكوني مستعدة دوماً لسماع طفلك كي تتمكّني من تبديد مخاوفه.زيدي ثقته بنفسهيحتاج طفلك إلى التعرف إلى مختلف الأصوات غير المألوفة بالنسبة إليه، ويجب أن يعتاد أيضاً على الأضواء والانعكاسات والمساحات الشاسعة والوجوه الجديدة وحرارة الهواء والماء.

لتعزيز ثقته بنفسه، احمليه طوال الوقت اللازم وعلّقي على ما يحصل من حوله بصوت ناعم ومريح. إذا كان طفلك يجيد المشي ولم يشأ أن تحمليه، اتركيه بالقرب منك وأمسكي بيده في غرفة تبديل الملابس، ثم على حافة حوض السباحة. اتركي له الوقت الكافي كي يكتشف هذه البيئة الجديدة على طريقته. لكن لا تسمحي له بالابتعاد أو الركض على سطح رطب.حصص متخصصةلتحديد أولى الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل مع طفلك في حوض السباحة، يمكنك أن تتجهي إلى حصص متخصصة لاكتساب توجيهات في هذا المجال. حين يثق الأهالي بمعارفهم، سيتمكنون من بث الثقة في نفوس أطفالهم عبر دعمهم وتشجيعهم على اكتساب استقلاليتهم.

تتعدّد الخطوات التي تسمح بالاسترخاء في حوض السباحة وتعزيز التواصل مع الطفل في الوقت نفسه. يمكنك أن تمتنعي في المقام الأول عن استعمال الهواتف المحمولة والحواسيب، وأي أجهزة مزعجة تعكّر الأجواء الممتعة بين الطفل وعائلته.

أخيراً، من الأفضل أن تؤجلي هذه المغامرة كلها إذا كان طفلك مصاباً بالحمى، أو بالتهاب الأنف والأذن والحنجرة، أو الإسهال، أو مشاكل جلدية، أو التهاب الملتحمة… انتظري إلى أن يستعيد عافيته.حضّري أجواء ممتعةبين الشهر السادس والسنة السادسة، يمكن أن يأخذ الأطفال دروس سباحة، بمعدل مرة أسبوعياً، لا تهدف إلى تعليمهم السباحة بل تقدّم لهم التوجيهات وتحاول تشجيعهم وإشراكهم في تجارب ممتعة ونشطة. يمكن لطفلك أن يستعمل بساطاً عائماً كي يتمدّد أو يزحف أو يتنقل عليه أو يمكن أن يختار الألعاب التي يفضّلها مثل المزلقة.

على مرّ الأشهر، تساهم الأجواء الممتعة في زيادة استقلالية طفلك، وسيكون حضورك إلى جانبه ضرورياً في الظروف كافة، وستبقين دوماً أفضل حليفة تساعده على إيجاد الراحة في الماء كما في الحياة.

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات