سنحاول فى السطور القادمة ان نفك طلاسم المخلد على كرسى الاتحاد الافريقى لكرة القدم الكاميرونى عيسى حياتو.. الرجل الذى يكره مصر لأنها كشفت فساده وقررت معاقبته ..بينما يسعى الى استغلال تحرك مصر القانونى ضده في التغطية على محاولته القذرة لنقل مقر الاتحاد الإفريقي من مصر الى اثيوبيا .
لاشك ان رائحة الفساد فى " الكاف " اصبحت لا تخفى على أحد ، وسببه الرئيسى هو بقاء عيسى حياتو فى منصبه لأكثر من ثلاثين عاما ، فلقد اختير عام 1988 ليكون قائدا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم وتم اختياره لولاية سابعة للكاف عام 2013 ويسعى الى تخطى عقبة ترشيح منافسه أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر والحصول على الولاية الثامنة بالاتحاد القارى، مستلهما نفس الطريق الذى سار فيه من قبله جوزيف بلاتر فى الفيفا من خلال إلغاء السن القانونية لرئيس الكاف البالغة 70 عاما.
وتأتى فضيحة اختيار حياتو الجابون لاحتضان النسخة الواحدة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا المقررة سنة 2017 بطريقة شابتها الكثير من رائحة الفساد لحرمان الجزائر أبرز المرشحين للاستضافة وللمرة الثالثة من تنظيم كأس أمم إفريقيا وحتى عام 2023.
مسئولو الاتحاد الجزائرى قالوا انهم تعرضوا للخداع من قبل حياتو الذى قام بمنح وعود زائفة إلى الجزائريين خلال حضوره نهائي كأس السوبر الإفريقي فى ذلك الوقت رغم انه قام بتنفيذ وعوده الى الرئيس الجابوني علي بونجو شهر جانفي الذى منحه اليه خلال كأس أمم إفريقيا 2015 التي نظمتها غينيا الاستوائية بإسناد تنظيم الكان الى بلاده.
تقارير صحفية عديدة اشارت الى لجوء حياتو الى أساليب قذرة وغير مسبوقة قبل الإعلان عن اسم الدولة المنظمة لكأس أمم إفريقيا 2017 حيث شاب الغموض والأساليب غير الشفافة عملية خروج حياتو أمام أعضاء الجمعية العامة للكاف وبحضور الوفد الجزائري بقيادة وزير الرياضة محمد تهمي ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة للإعلان عن اسم الجابون بعيدا عن أعين كاميرات الفضائيات اثر القرار المفاجئ من الكاف بمنع الاعلام من النقل المباشر لعملية القرعة والإعلان عن اسم البلد المنظم .
أعقب ذلك نزاع مع الاتحاد التونسى لكرة القدم حيث تعرض الفريق التونسى إلى الظلم الواضح والمتعمد من حكم مورشيوس جعل المسئولين في الاتحاد التونسي يقدمون استقالتهم من لجان الكاف احتجاجا واعتراضا علي فساد الكاف والحكم فاستقال وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي من لجنة مسابقات كأس الأمم الأفريقية واستقال كل من شهاب بلخيرية من نفس اللجنة وإبراهيم عبيد والطاهر خنتاش ونبيل الدبوسي من اللجان الأفريقية التابعة للكاف.
أما مصر فلم تخشى جبروت حياتو وقررت تحويله الى النيابة العامة بعد مخالفة الكاف اللوائح والقوانين في التعاقد مع شركة لاجاردير سبورت الفرنسية لاحتكار بث كل بطولات الاتحاد الافريقي حتي عام 2028حيث اكد بيان للجهاز أنه حاول منذ عام 2010 ثم يونيو عام 2016 من خلال مخاطبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والاتحاد المصري لكرة القدم، بدفع الاتحاد إلى إعادة طرح حقوق تسويق وبث المسابقات الرياضية لكرة القدم في إفريقيا، بما يضمن الاتساق مع القانون ويحمي المنافسة، ويصون حقوق المشاهد المصري الشغوف بكرة القدم وقالت الدكتورة منى الجرف، رئيس مجلس إدارة جهاز حماية المنافسة، إن ممارسات الاتحاد الإفريقي التي جاءت لتمنح حق تسويق بث كافة المسابقات الرئيسية لكرة القدم في إفريقيا لذات الشركة، لفترة امتدت لنحو عشرين عاما داخل القارة الإفريقية بل وخارجها وعبر وسائل البث كافة، كان من شأنها حرمان أية شركة أخرى من حقها في المنافسة على الحصول على أي من حقوق البث لهذه المباريات، كما فرض منهج الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بربط كل المسابقات الرياضية للقارة الإفريقية في صفقة واحدة.
وكان ذلك بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير حيث ظهر بعدها تهديده بنقل الاتحاد الافريقي من القاهرة الى اثيوبيا كنوع من الضغط على الدولة المصرية للعدول عن السير فى الاجراءات القانونية المتبعة للحفاظ على حقوق المشاهد المصرى من سطوة احتكار القنوات الفضائية والكاف لأبسط حقوقه رغم أن الحكومة المصرية كانت قد منحت الاتحاد القارى فى وقت سابق فيلا في الزمالك وأرضا في مدينة 6 أكتوبر الى جانب العديد من الامتيازات لضمان استقرار الاتحاد فى مصر .
ما يقوم به حياتو ضد مصر امر لا يمكن السكوت عليه ، وقرار تحويله للنيابة العامة بداية لكشف كثير من الفساد الذى نخر في الاتحاد الافريقى كما نخر فى الاتحاد الدولى أيام بلاتر وانتهى بخروج بلاتر من الاتحاد وخضوعه للتحقيقات فى فضيحة الفساد الكبرى مع قطر وغيرها، وهو الأمر الذى سيتكرر بالتأكيد مع حياتو .