الاقتصادي

2019-02-27 23:32

متابعة
لماذا عليك التوقف عن استخدام شبكات الإنترنت العمومية

في عالمنا المتسارع، تسبق الرغبة بتسيير الأمور، التفكير بعواقبها أو بالمخاطر التي ممكن أن تنتج عنها، لاسيما عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدام الأشخاص لهواتفهم المحمولة. وعلى الرغم من أن استخدام شبكات الإنترنت اللاسلكية العمومية المعروفة بإسم “الواي فاي”، قد يأتي بعدد لا حصر له من المخاطر الأمنية الحقيقية، إلا أن استبيانات الآراء تظهر أنها تستخدم من قبل الأغلبية الكاسحة من الأميريكيين. وفي دراسة قام بها موقع privatewifi.com على عدد هائل من الناس، تبين أن ثلث أفراد عينة الدراسة يدخلون إلى بريدهم الشخصي من خلال شبكات “الواي فاي”.

من البديهي أن تدرك أن رغبتك في استخدام الإنترنت بطريقة مُيَسرة لبضع اللحظات، لا يجب أن يكون على حساب سرقة معلوماتك المالية أو البنكية، أو التعرض لإحراج كبير جرّاء تسريب معلوماتك الشخصية إلى الخارج.

وفعلاً، وَجد استطلاع للآراء أجري مؤخراً أن عدداً متزايداً من الأشخاص يرتابون من استخدام شبكات “الواي فاي” العمومية، أكثر من مما يرتابون من كراسي المراحيض في الحمامات العامة. لكن تجربة مثيرة، أجريت في مقرات المؤتمرات الوطنية للديمقراطيين والجمهوريين في العام 2016، أظهرت اللون الحقيقي للحاضرين. إذ كانت هناك -في كل مؤتمر- مؤسسات خاصة تقوم بتوفير “واي فاي” مجاني للزوار، لخدمة أغراض البحوث الاجتماعية، وكان حوالي 70% من الحاضرين في كلا المؤتمرين قد اتصلوا بشبكة “الواي فاي” العمومية غير المؤمنة.

عادة يحب الاستشاريون الأمنيون استخدام الإشارة للجنس كاستعارة لجذب انتباه العميل. لذلك عندما نلقي محاضرة لرجال الأعمال عن أمن الفضاء الإلكتروني، فإننا نقارن استخدام الإنترنت اللاسلكي العمومي بمخاطر ممارسة الجنس دون وقاية. في كلا الحالتين، قد يؤدي عدم اتخاذ تدابير وقائية إلى أذى دائم. وفي حالة الهواتف المحمولة، يكون الضرر رقمي على شكل: سرقة لبياناتك الشخصية، كلمات المرور مثلاً، أو المعلومات المالية، أو الصور أو الفيديوهات الخاصة. في كل مرة تتصل بها بشبكة إنترنت لاسلكي عمومية في مقهى أو فندق أو بهو أو صالة مطار فأنت كمن يرمي النرد ليقامر.

إذا كنت ترى أنني أهوّل من حجم المشكلة، وأن السرقة الإلكترونية لا تحدث إلا للشركات الكبيرة، إذاً ما رأيك أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة يتعرضون لانكشاف معلوماتهم الشخصية للقراصنة في كل سنة. بالإضافة إلى هذا، وجد تقرير لشركة فيرايزون (Verizon) السنوي عن التحقيق في اختراقات البيانات، أن 89% من جميع الاختراقات في الفضاء الإلكتروني كانت دوافعها مالية أو تجسسية.

هناك العديد من الدروس التعليمية المتوفرة على الإنترنت التي تبين للقراصنة كيف يخترقون شبكة إنترنت لاسلكي عمومية. وشوهد بعضها ملايين المرات. كما تُعرف الطريقة الأكثر شيوعاً للهجوم باسم “رجل في المنتصف”. وعبر هذه التقنية البسيطة يتم اعتراض الحركة المرورية بين هاتف الضحية والوجهة، بطريقة تجعل هاتف الضحية يعتقد أن آلة المخترق هي نقطة الدخول إلى الإنترنت. أيضاً هناك طريقة أخرى -لكنها طريقة أكثر سوداوية- تسمى “التوأم الشرير” وتعمل على الشكل التالي: تدخل إلى شبكة الإنترنت اللاسلكي في غرفتك في الفندق معتقداً أنك تدخل إلى شبكة الفندق، لكن قرصاناً ينتظرك في مكان ما قريب يبث إشارة إنترنت لاسلكي أكثر قوة من خلال حاسبه المحمول، يغريك باستخدامها بوسمها باسم الفندق. وفي محاولة منك لتوفير بعض الدولارات، ولملاحظتك لاسم الفندق، تتصل بشبكة المخترِق وبمنتهى البراءة. ثم يقوم ذاك الغريب بمراقبة كل نشاطاتك بينما تقوم بالتصفح أو إجراء معاملاتك البنكية عبر الإنترنت على سبيل المثال.

ألا زلت غير مقتنع بالمخاطر؟ إليك هذه القصة التي يجب أن تثير قلق مسافري الأعمال بشكل خاص. في العام 2014، اكتشف خبراء من شركة “كاسبرسكاي لاب” حملة قرصنة متقدمة جداً سميت “الفندق المظلم”. وعملت هذه الحملة لأكثر من سبع سنوات ويعتقد أنها حملة تجسس اقتصادي متطورة لصالح دولة غير معروفة. وكان يستهدف هذا “الفندق المظلم” كل من الرؤساء التنفيذيين والوكالات الحكومية والتنفيذيين الأمريكيين والمؤسسات غير الحكومية وغيرهم من الأهداف البارزة أثناء تواجدهم في آسيا. حيث يقوم التنفيذيون بالتوصيل إلى شبكة الإنترنت اللاسلكي في الفندق الفاخر لتحميل ما يعتقدون أنها تحديثات برمجية عادية، وإذ ببرمجيات خبيثة تصيب أجهزتهم. ويبقى هذا البرنامج الخبيث قابعاً دون نشاط ودون أن يتم اكتشافه لشهور عديدة قبل أن يتم الدخول إليه عن بعد للحصول على معلومات حساسة من الجهاز.

ومع أن برامج الحماية من الفيروسات والجدار الناري هي طرق حيوية للدفاع عن جهازك، إلا أنها تبقى عديمة الفائدة ضد شبكات المخترقين غير المؤمّنة. إذاً ما الطريقة الأفضل لحماية نفسك من هذه الأنواع من تهديدات الإنترنت اللاسلكي؟.

لابد من أن تعمل بالنصائح الأمنية السبعة التالية، لإبقاء المفترسين بعيداً عن جهازك:

• لا تستخدم شبكة الإنترنت اللاسلكي العمومية -في أي حال من الأحوال- لأغراض التسوق من على الإنترنت أو للدخول إلى مواقع المؤسسات المالية أو إلى مواقع حساسة.

• استخدم شبكة افتراضية خاصة (VPN) لخلق شبكة ضمن الشبكة والإبقاء على كل ما تفعله مشفراً.

• اعمل بنظام التحقق المزدوج عند الدخول إلى المواقع الحساسة، بحيث أنه حتى لو حصل شخص شرير على كلمة المرور الخاصة بمصرفك أو حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي أو بريدك الإلكتروني، فإنه لن يتمكن من الدخول.

• زر المواقع التي تستخدم تشفير HTTPS فقط عندما تكون في الأماكن العامة، بدلاً من مواقع HTTP الأقل حماية.

• أوقف تشغيل ميزة الإنترنت اللاسلكي التلقائي على جهازك لتمنعه من الاتصال التلقائي بشبكات الإنترنت اللاسلكية.

• راقب اتصال البلوتوث الخاص بك عندما تكون في الأماكن العامة للتأكد من أن الآخرين لا يعترضون ما تقوم بنقله من بيانات.

• اشترِ باقة بيانات غير محدودة لجهازك وامتنع نهائياً عن استخدام الإنترنت اللاسلكي.

تتعاظم احتمالات تعرضك لإحدى أنواع الاختراق الأمني، كلما خاطرت أكثر بالاتصال بشبكات الإنترنت اللاسلكية العمومية. وبحسب مقولة شائعة في صناعة أمن الفضاء الإلكتروني، هناك ثلاث أنواع من الأشخاص في العالم: الذين تعرضوا للاختراق، والذين سوف يتعرضون للاختراق، وأولئك الذين يتعرضون للاختراق الآن وهم لا يعرفون بعد. لذا من الأفضل أن تحمي نفسك لتقلل من فرص تعرضك للخطر. وتذكر: وقوعك ضحية للاختراق من شبكة “واي فاي” عمومية هو مسألة وقت ليس إلا.

تنويه: نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية إعادة النشر باللغة العربية الموقعة بين هيكل للإعلام ونيويورك تايمز سينديكت لنشر مقالات من هارفارد بزنس ريفيو، وتمت ترجمتها في قسم التعريب والترجمة في هيكل ميديا، إن النسخ وإعادة النشر بأي شكل وفي أي وسيلة دون الحصول على إذن مسبق يعتبر تعدياً على حقوق الملكية ويعرض صاحبه للملاحقة القانونية. جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشينغ – 2017.

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات