كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن شراء شركة "نيتفليكس" الأمريكية العملاقة حقوق عرض الفيلم الإسرائيلي عن أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبد الناصر ومستشار الرئيس أنور السادات، مشيرة إلى أن فيلم "حملاش" أو (الملاك) والذي تدور قصته حول عالم الجاسوسية سيكتمل في أغسطس 2018 .
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته اليوم: إن "قصة الفيلم مبنية على الحياة الحقيقية لمروان العميل المصري للموساد، الذي يعتقد أنه كان عميلاً مزدوجًا"، موضحة أن شركة الإنتاج الإسرائيلية "تي تي في" تشارك في إنتاج الفيلم الذي يقوم بإخراجه أريئيل فرومان.
وتقول تل أبيب إن مروان الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة قبل سنوات في العاصمة البريطانية لندن، كان عميلاً لاستخباراتها، وهو ما نفاه الرئيس المخلوع حسني مبارك إبان حكمه.
وقال مبارك في تصريحات للصحفيين بعد تشييع جنازة مروان في يوليو 2007:" مروان كان وطنيا مخلصا لوطنه وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها.. ولكنه كان بالفعل مصريًا وطنيًا ولم يكن جاسوسًا على الإطلاق لأية جهة".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن زافرير كوشانوفسكي مدير الشركة الإسرائيلية قوله إنه أصبح مفتونًا بمروان بمجرد أن سمع عنه.
وأضاف "بدأت البحث عنه وفهمت أن هناك كتابا عن قصته. اتصلت بالمؤلف، ونسقت مع شركة إنتاج فرنسية وتوجهنا معًا بالسيناريو إلى شركة نيتفليكس التي اختارتنا من بين العديد من الشركة المتقدمة لها".
ويعتمد السيناريو على كتاب "الملاك: أشرف مروان مفاجأة حرب يوم كيبور" المكتوب بالعبرية للكاتب يوري بار جوزيف، وتم نشره باللغة الإنجليزية تحت عنوان " الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل.
وبدأ تصوير الفيلم في لندن في نهاية يونيو ومن المقرر أن ينتقل طاقم الفيلم إلى بلغاريا ليختتم إنتاجه في المغرب.
وعمل مخرج الفيلم في هوليود في السنوات الأخيرة ومن أفلامه "رجل الثلج" في 2012 وفيلم المجرم في 2016 .
ويتميز الفيلم بفريق تمثيل عالمي يضم الممثل الإسرائيلي ساسون جابي والذي يلعب دور الرئيس الراحل أنور السادات وأوري بفيفير وميكي ليون والممثلة مالي ليفي. ومن المقرر أن يلعب دور مروان الممثل الهولندي مروان كينزاري .
وعن ميزانية الفيلم يقول كوشانوفسكي إنه لا يستطيع الكشف عنها، على الرغم من أن صحيفة هوليوود التجارية "فاريتي" نشرت أنها تبلغ حوالي 12 مليون دولار.
وعن قرار توزيع فيلم "الملاك" سواء كان حصريًا على موقع البث أو عرضه في دور السينما قالت الصحيفة إن هذا القرار سوف يتم فقط من خلال نيتفليكس.
وعثر على جثة مروان أسفل البناية التي كان يقيم فيها في حي بيكاديللي بوسط لندن في منتصف 2007.
وذكرت وسائل اعلام مصرية واسرائيلية وقتها أن مروان ربما كان عميلا مزدوجا لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) وللاستخبارات المصرية أثناء حرب اكتوبر 1973.
وهذه الاتهامات وردت في تقرير لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، كما وردت في كتاب أصدره رئيس الاستخبارات الإسرائيلية خلال الحرب ايلي زريعي.
وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فقد يكون مروان عرض خدماته على إسرائيل اعتبارًا من 1969 عبر التوجه إلى السفارة الإسرائيلية في لندن، وقد تكون السفارة رفضت عرضه في بادئ الأمر ثم جنده الموساد لاحقًا.
وفي أعقاب ما نشر عن مروان بعد وفاته، نقلت صحيفة «العربي» الناطقة بلسان الحزب الناصري عن منى جمال عبد الناصر أرملة مروان أنها «غاضبة» وتتساءل لماذا يلتزم المسؤولون في الدولة الصمت ولا يتحدثون لتبرئة مروان من الاتهام بالتجسس لصالح إسرائيل، وهو ما أعقبه تصريحات لمبارك برأ فيها مروان من تهم التجسس.