طالما اعتقدنا أنها سمة بشرية أصيلة، فنحن دائما قادرون على تخيل أشياء لم تحدث أبدا، قد تتخيل نفسك وأنت ناجح في الامتحان أو أنك تحصل على جائزة أفضل موظف أو قد تتخيل أنك سافرت إلى مدينة آسيوية تحبها.. الأمر مفتوح على مصراعيه.
لكن في دراسة جديدة نشرت في دورية “ساينس” بقيادة علماء من مؤسسة هوارد هيوز الطبية في الولايات المتحدة، تبين أن الفئران كذلك تمتلك نفس السمة، حيث يمكنها تخيل أماكن وأشياء ليست أمامها مباشرة.
وللتوصل لتلك النتائج قام الباحثون ببناء تجربة شاركت فيها عمليات الواقع الافتراضي وواجهة الدماغ والآلة، والأخيرة تتمثل في أقطاب كهربائية تزرع جراحيا في أدمغة الفئران لتحدد بالضبط أية مناطق الدماغ تم تنشيطها في سياق بعينه. وقد قام الباحثون بتجهيز الفيديو التالي للجزء الأول من التجربة:
- Advertisement -
الفئران التي تجري
في التجارب، وضعت الفئران على آلة مشي كروية، ثم أحيطت بشاشة الواقع الافتراضي بزاوية 360 درجة، ومن ثم تم تحديد هدف للفأر ليصل إليه، ومع تحرك الفأر يتغير الواقع الافتراضي بسرعة ليبين للفأر وكأن الهدف يقترب، فيظن أنه في بيئة حقيقية، ومع الوصول للهدف يحصل على مكافأة.
في تلك الأثناء، تلعب واجهة الدماغ والآلة دورا مهما، حيث تقوم بفحص أي المناطق في الدماغ ينشط أثناء تلك المهمة، وظهر أنها شبكات عصبية محددة في منطقة الحصين بدماغ الفأر. وقد وجد الباحثون أن مجموعة الخلايا العصبية التي تم تنشيطها في منطقة الحصين بدماغ الفأر كانت متعلقة بحركة الفأر في الفراغ.
وبعد ذلك، قام الباحثون بتكرار نفس التجربة، لكن شاشة الواقع الافتراضي ظلت ثابتة لم تتحرك لتبين للفأر أنه يتقدم ليصل إلى الهدف ويحصل على المكافأة، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة للعلماء، حيث إأن المناطق نفسها التي يُعتقد أنها مسؤولة عن حركة الفأر في الفراغ قد تم تفعيلها كذلك، وهو ما يرجح بأن الفأر لم يكن قادرا على الوصول إلى الهدف، ولكنه تخيل سيناريو مستقبليا يصل إلى الهدف فيه. وقد قام الباحثون بتجهيز هذا الفيديو للجزء الثاني من التجربة:
الأجهزة التعويضية
وبحسب الدراسة، فإن الفئران أمكنها التحكم في نشاط الحصين الخاص بها في إطار زمني مشابه للإطار الزمني الذي يسترجع فيه البشر أحداث الماضي أو يتخيلون سيناريوهات جديدة.
وفي هذا السياق تمكن الباحثون في تجارب تالية من تدريب الفئران على الحركة داخل الواقع الافتراضي، ولكن فقط بأفكارهم وليس بالحركة الفعلية على آلة المشي، فكان على الفأر فقط أن يفكر في المضي يمينا أو يسارا حتى يتحرك الواقع الافتراضي وفقا لأفكاره.