اعتبر المستشار السياسي السابق لهيئة المفاوضات السورية، نمرود سليمان، أن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، جاء لأسباب داخلية تخدم الرئيس دونالد ترامب في الحصول على فترة رئاسية جديد بغض النظر عن مصالح حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم.
وقال سليمان، في حديث لوكالة "" اليوم السبت: "الجميع يعرف أن ترامب لديه 3 تحديات أساسية داخل الولايات المتحدة. الأول سيكون داخل المجلس الديمقراطيين سيستلمون مهامهم كأكثرية كذلك كل اللجان الموجودة في الكونغرس الأمريكي".
وتابع سليمان "التحدي الثاني وهو أن محاميه الخاص مايكل كوهين موجود في السجن، التحدي الثالث هو تحقيقات مولر حول التدخل الروسي في الضرائب المالية.. لذلك ترامب وضعه محرج ومحرج جدا".وأشار السياسي السوري إلى أن "هذه قاعدة في أمريكا كل رئيس في الدورة الأولى يكون همه الوحيد وشغله الشاغل وعينه على الدورة الثانية كيف ينجح بها. ترامب منذ أن كان مرشحا قال إنه يريد أن ينسحب من سوريا وصرح بهذا أمام ناخبيه والآن يجب أن يثبت مصداقيته، خاصة أن وضعه محرج الأن، لذلك يريد أن يسحب هذه القوات كي يكون صادقا مع نفسه ويوجه رسالة لجمهوره بأنه انسحب".
ورأى سليمان أنه "عندما اتخذ هذا القرار تفاجئ به المستشارين القوميين ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) وكل حلفائه. لأول مرة تكون في أمريكا ادارة غير مستقرة، من تغيير وزراء وهذا لم يحصل في أي إدارة أمريكية، لذلك هذه الامور الداخلية والخارجية أدت إلى هذا القرار بالانسحاب من ".
وأشار سليمان إلى تداعيات القرار الامريكي قائلا: "التداعيات أول ما ستؤثر ستؤثر على الأكراد لأنهم كانوا مسيطرين تقريبا على 27 بالمئة من الجغرافية السورية، فهم محتارون الآن وأمامهم خيارات محدودة اليوم. لا توجد أي دولة أوروبية يمكن أن توفر لهم ما وفرته أمريكا، أضف إلى ذلك الوضع المترهل في فرنسا وفي بريطانيا وألمانيا"، مشيرا إلى أن "هذا ارتداد كبير على المستوى الكردي، وخاصة حزب الـ"بي واي دي"، ويجب أن لا ننظر إلى الأكراد ككتلة واحدة من حيث تعدد الاحزاب الكردية وتحالفاتها المختلفة".
ورأى سليمان أن التصرف الأمريكي "أربك تركيا والمنطقة والأكراد والدول العربية المجاورة. أربك جيفري (المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري) حيث ألغى مؤتمرا صحافيا كان مقررا، حتى أربك السعوديين والخليجين إذ سبق لترامب أن أكد وقت إعلانه الانسحاب من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي أنه لن يخرج من سوريا إلا بشروط محاربة تنظيم (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) وطرد إيران والحل السياسي، كل العالم كان واضع خططه على هذا الأساس كل هذا انتهى ويجب صناعة مواقف جديدة".وخلص سليمان إلى القول إن "هذا الانسحاب الأمريكي هو انسحاب سياسي أكثر مما هو عسكري، الأمور داخل أمريكا وخارجها مرتبكة جدا إلى الآن لا يوجد وضوح والجميع يعيش في منطقة رمادية".
وأتم "هذه هي أمريكا، فالتجربة أثبتت أن مصالحهم هي الأساس بغض النظر عن مصالح الحليف أو الشريك، وهذه دروس يجب الاستفادة منها.. كل شيء عند أمريكا متغير إلا المصالح هي الباقية".