«خلص المحصول ياولا والنبي لا تقول ياولا»، بتلك الأناشيد كانوا يستقبلون نهاية يومهم، تفاعل معهم أهالي القرية المشهد كالمعتاد جسد فرحة الحصاد غير أن حادث مروع أنهي رحلة مجموعة من عمال الأراضي الزراعية بدمياط، بعد يوم عمل شاق اجتمعوا داخل صندوق سيارة ربع نقل متجهين إلى منازلهم، تلك الرحلة اليومية التي اعتادوا عليها لم تكن سهلة هذه المرة، إذ تفاجئ الجميع بوقوع حادث تصادم سيارة العمال بسيارة أخرى.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا أفاد وقوع حادث مروري بقرية كفر شحاتة التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، والذي أسفر عن مصرع وإصابة عددا من عمال الأراضي الزراعية.
الأجهزة الأمنية
على الفور، تحركت الأجهزة الأمنية لموقع الحادث، كما دفع مرفق الإسعاف باكثر من 6 سيارات لنقل المصابين، أيضا قامت الحماية المدنية برفع آثار الحادث تمهيدا لإعادة الحركة المرورية مجددا للطريق والتى توقفت لمدة طويلة نتيجة الحادث.
شهود عيان
وحسب روايات شهود عيان أن إطار سيارة نقل العمال الأمامي تعرض لعطل تسبب في فقدان الاتزان الخاص بالسيارة الأمر الذي أفقد قائد المركبة السيطرة عليها ليصطدم بسيارة نقل ثقيل، أكد شهود العيان أيضا أن بعض مصابي الحادث كانوا في حالة حرجة جدا أثناء نقلهم إلى المستشفي، موضحين أن هناك حالات لقيت مصرعها قبل وصول سيارات الإسعاف.
مستشفي كفر سعد المركزي
استقبلت مستشفي كفر سعد المركزي مصابي حادث سيارة عمال دمياط، والبالغ عددهم 16 مصابا، بينما جاء شخصين وقد لقيا مصرعهما قبل بلوغهما المستشفي فايزة الشربيني عبدالغنى 50 سنة، وعماد محمد السيد زاهر 33 سنة، بدأت الفرق الطبية تقديم الفحوصات اللازمة، وإيداع عدد من المصابين داخل غرف العناية الحرجة فضلا عن دخول عددا آخر منهم إلى الاقسام الداخلية تحت الملاحظة الطبية لحين استقرار الحالة العامة لهم.
بيان رسمي
وفي بيان رسمي أصدرته مديرية صحة دمياط أن 16 مصابا جراء الحادث يتلقون العلاج اللازم داخل مستشفي كفر سعد المركزي، وأوضح البيان أن 9 حالات من مصابي الحادث قد تم ايداعهم داخل الاقسام الداخلية، بينما تم إيداع 4 حالات أخرى داخل قسم الاستقبال فيما تم ايداع 3 حالات أخرى داخل غرف العناية المركزة.
وذكر بيان مديرية الصحة، أن الاصابات جاءت مابين نزيف بالمخ ونظيف بالبطن وكسور، موضحا أن رجل وسيدة من ضحايا الحادث قد لقيا مصرعهما قبل وصولهم إلى المستشفي، متأثرين بإصابات كسر بالجمجمة ونزيف بالمخ.
بدأ الأهالي في روايتهم عن المشهد الاخير قبل الحادث يقول محمد نجاح احد اهالي كفر سعد: «اعتقادنا رؤية هؤلاء العمال داخل الحقول على مدار العام، كانوا اليوم يقومون بعمل حصاد محصول البطاطا، نعلم أن هذا الأمر شاق جدا لكنهم اعتادوا عليه».
وتابع: «قبل الحادث ببضع ساعات بدأوا يجتمعون منتظرين وسيلة مواصلاتهم، عبارة عن سيارة ربع نقل بصندوق مكشوف هذه وسيلتهم للانتقال صيفا وفي الشتاء أيضا.
وأوضح: «بعض السيدات قمم بترديد الاهازيج المعروفة عن العمال، كان صوتهم عال تلك المرة، رأيتهم قبل الحادث بدقائق كانوا يتغنون بخيرات الأرض ويرددون الاناشيد المعروفة لدينا عن كل حصاد».
وأضاف: «تفاعلنا معهم قمنا بالتصفيق لهم وترديد ما يتغنون به كانوا في حالة فرح شديد، مثل أي مزارع يعيش فرحة الحصاد» .
واستكمل الحديث قائلا: «يومية العامل يادوب 100 جنيه لكنهم كانوا سعداء جدا، رأيتهم في حالة فرحة شديدة، بعد دقائق وقع الحادث، سمعت صوت انفجار اطار السيارة الأمامي لحظات بسيطة واصطدمت السيارة بسيارة أخرى، تناثر المصابين واحدا تلو الآخر على الاسفلت، كان مشهد مرعب للغاية، بعد ذلك بدأنا في تقديم المساعدات قدر المستطاع حتي تمكن رجال الإسعاف من نقلهم إلى المستشفي».