في ساعات الليل المتأخرة، وتحديدًا عند الواحدة والربع بعد منتصف ليل الخميس، شهد طريق هادئ بمدينة الشيخ زايد حادثًا مأساويًا قلب الأجواء رأسًا على عقب. صوت ارتطام مدوٍ أنهى حياة شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين، بينما كان يخطط لبدء فصل جديد من حياته.
عبد الرحمن فراج، شاب من بني سويف، قضى يومه في العمل كعامل توصيل، على أمل أن ينال إجازة تتيح له استكمال تجهيزات زفافه المنتظر. في رحلته الأخيرة تلك الليلة، وبينما يقود دراجته النارية بالقرب من كمبوند زايد 2000، ظهرت سيارة فارهة “رينج روفر” تسير بسرعة جنونية تجاوزت 200 كم/ساعة. السائق، ابن شيف شهير، فقد السيطرة، ليصدم عبد الرحمن بقوة أطاحت به لأكثر من 10 أمتار.
لحظات قليلة فصلت بين الحادثة ووصول المارة الذين حاولوا التدخل. السائق المتهور فر هاربًا إلى داخل كمبوند قريب، مستغيثًا بوالده الذي حضر سريعًا وحاول رفع السيارة ونقلها، لكن زملاء الضحية منعوا ذلك حتى حضرت الشرطة.
على الجانب الآخر، حضرت أسرة عبد الرحمن إلى موقع الحادث، مكلومة بفقدان ابنها العريس. والدته لم تتحمل المشهد، وانهارت باكية وهي تردد: "راح ابني في لحظة… عريس يا ناس!".
سرعة السائق المفرطة وتجاوزه لإشارة المرور أظهرت استهتارًا واضحًا بحياة الآخرين. رجال الشرطة باشروا التحقيق، فحصوا كاميرات المراقبة واستمعوا إلى شهود عيان وصفوا المشهد بـالصادم، الجهود مستمرة لضبط السائق الهارب وتقديمه للنيابة العامة.
قرارات نيابة الشيخ زايد برئاسة المستشار إيهاب العوضي، جاءت كالتالي:
1. استدعاء والد المتهم لسماع أقواله حول الواقعة ومحاولة نقل السيارة من موقع الحادث.
2. التحفظ على السيارة الفارهة المستخدمة في الحادث لفحصها وتحديد سرعتها وقت الاصطدام.
3. تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث لتوثيق تفاصيل الحادث ومتابعة خط سير المتهم.
4. إصدار أمر ضبط وإحضار للمتهم الهارب وتكليف الأجهزة الأمنية بتحديد مكانه.
5. انتداب مفتش الصحة لمناظرة جثمان الضحية وبيان سبب الوفاة.
6. سماع أقوال شهود العيان الذين كانوا في موقع الحادث للحصول على إفاداتهم.
7. التحري عن سجل المتهم المروري للتأكد من وجود سوابق أو مخالفات مرورية مماثلة.