لقيت ربة منزل مصرعها فى لحظة غير متوقعة، إذ سقطت ضحية لـ«طلق نارى» فى أثناء وقوفها داخل شرفة منزلها بمدينة شبرا الخيمة فى محافظة القليوبية.
تشير عقارب الساعة إلى السادسة مساءً، كان الجو هادئًا فى حى عزبة رستم، ما دفع «عزة»، إلى الوقوف داخل شرفة منزلها للاستماع بالهواء ومطالعة المارة، ولم يخطر فى بالها أن الموت ينادى عليها من تلك الشرفة، وما هى إلّا لحظات معدودة دارت مشاجرة بين الجيران، أطلق خلالها بعض الأفراد من الجانبين عدة أعيرة نارية، أصابت طلقة طائشة منها السيدة الأربعينية، وأدت إلى وفاتها فى الحال.
وفقًا لما ذكره الجيران؛ فإن السبب وراء المشاجرة يعود إلى خلافات جيرة قديمة بين 3 من العاطلين عن العمل فى الحى «حسنى. ش. ح»، و«محمد. ف. ع»، و«سيد. م. أ»، والذين كانوا يتبادلون السباب فى كل يوم وعلى مدار فترة طويلة، حتى تفاقمت الأمور وساءت بينهم، حتى تشاجروا سويًا بالأسلحة النارية.
ويروى أحد شهود العيان: «كنّا نسمع أصوات الشجار بين المتهمين بشكل متكرر، لكن لم يتخيل أحد أن الأمور ستصل لهذه الدرجة، كنت أسمع صوت الطلقات النارية، وعندما ركضت للنظر، فوجئت برؤية الجارة عزة ساقطة على الأرض فى البلكونة، الدماء تغطى رأسها، والجميع فى حالة صدمة».
الحظ العاثر لـ«عزة» جعلها تقع ضحية لصراع بين رجال لا يمتلكون القدرة على حل مشكلاتهم إلا بالقوة والعنفـ، ليكتب ذلك «العيار الطائش» الفصل الأخير فى حياة سيدة تعيش حياة آمنة مع أسرتها، ولا صلة لها على الإطلاق بالمشاجرة.
بعد وصول البلاغ من الأهالى، تحركت قوات من قسم ثان شبرا الخيمة، وبالتحقيق مع المتهمين، اعترفوا بارتكاب الجريمة إثر مشاجرة نشبت بينهم بسبب خلافات الجيرة، وتم ضبطهم مع السلاح النارى المستخدم فى الحادث.
فى الحى الذى عاشت فيه «عزة»، اجتمع الجيران فى حالة من الحزن والغضب، وتسألوا كيف تحوّل الجار إلى عدو يهدد حياة جيرانه؛ كانت الصدمة كبيرة فى الحى، فلم يتوقع الأهالى أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وجلس الجميع يتهامس فى حزن «إيه ذنبها».
وقال أحد الجيران: «كانت جارتنا إنسانة طيبة، لا تضر أحدًا.. كيف يتحول الخلاف بين الرجال إلى مقتلها بهذه الطريقة البشعة؟».
فى الوقت الذى يتم فيه التحقيق مع المتهمين، يسيطر الحزن على أسرة «عزة» التى فقدت أمًّا كانت تشكل الركيزة الأساسية فى حياتهم، وعبّر الزوج الذى لا يكف عن البكاء، عن حزنه الشديد على رحيل أم أولاده، قائلًا: «فقدت أعز ما أملك بسبب نزاع تافه بين جيرانى».