كتب-رمضان يونس:
كشف الناجي الوحيد من حريق شقة سكنية بمنطقة مصر القديمة تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الضحايا قبل أن يلقوا مصرعهم جراء الحريق.
عقارب الساعة تُشير إلى الثامنة مساءً أمس الأحد، كانت الأجواء عادية؛ الابن في غرفته، بينما والديه وجدته يشاهدون التلفاز. فجأة، تسلل دخان كثيف عبر الباب: "أمي صرخت.. في حاجة بتتحرق". هرع الابن أحمد إلى المطبخ، ليكتشف النيران خلف الثلاجة، فسارع بفصل الكهرباء وغلق الغاز. حاول أحمد منفردًا مواجهة النار، بينما كانت والدته تصرخ مستغيثة بالجيران، وكانت جدته قعيدة لا تقوى على الحركة.
أحضر الابن طفايتين حريق من الطابق العلوي، لكنه فشل في استخدامهما. في هذه الأثناء، تجمع الجيران محاولين تقديم المساعدة، ولكن النار كانت قد تحولت إلى وحش جامح يلتهم كل ما في طريقه. ورغم شدة النيران، حاول الناجي الوحيد الوصول إلى جدته العاجزة عن الحركة، لكن دون جدوى.
بعد نصف ساعة من مكافحة النيران، حضرت سيارة إطفاء، فأسرع الناجي لمساعدتهم في محاولات الإطفاء، لكن الوضع كان يفوق إمكانيات الجميع. "ألحقونا بنتحرق" .. آخر كلمات قالتها والدة الناجي الوحيد قبل أن تلقى مصرعها ووالدتها وزوجها.
تلقى مسؤول غرفة عمليات النجدة بالقاهرة إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بتصاعد ألسنة النيران والدخان الكثيف من إحدى الشقق السكنية بشارع المنيل بمصر القديمة. تبين من معاينة الشرطة لموقع الحادث أن الحريق نشب في شقة بالطابق الأخير في عمارة مكونة من 11 طابقًا، وأسفر عن مصرع "طارق طه" وزوجته "نوهير" ووالدة الأخيرة "أم نوهير" إثر إصابتهم بحروق واختناق. جرى نقل جثث المتوفين إلى مشرحة إحدى المستشفيات تحت تصرف النيابة العامة.
تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتولت النيابة التحقيقات.