المصري اليوم

2025-01-10 04:00

متابعة
«عبدالباسط» قتل صاحب محل ألوميتال بسبب «عمولة».. القصة الكاملة لـ جريمة فيصل

كان محمد ياسر، ابن الثامنة والثلاثين، يعيش حياة بسيطة تكاد تخلو من التعقيد، صاحب محل ألوميتال في شارع العشرين بحي فيصل في الجيزة، اشتهر بين أهل الحي بطيبته وكرمه، طموحه الوحيد تأمين حياة كريمة لزوجته وابنه الوحيد (آدم)، الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره.

قصة مقتل صاحب ورشة ألوميتال في فيصل

لكن حياة محمد توقفت فجأة بسبب خلاف بسيط تحول إلى مأساة، وفقًا لرواية شقيقه أحمد: «بدأ الأمر عندما طلب جارنا ويدعى عبدالباسط، صاحب محل خضروات، من محمد صنع «تندة» لبلكونته».

يقول أحمد: «شقيقي وافق علطول، كان طيب زيادة عن اللزوم، اشتغل في التندة رغم إنه كان مشغول جدًا، وجارنا دفع ألف جنيه عربون، ومحمد خلصها فعلًا، لكنه ما قدرش يركبها يومها لأنه مكانش معاه صنايعية».

بعدها تطورت الأمور، أحمد يضيف: «محمد رجع له الفلوس بعد ما حصل سوء تفاهم، بس جارنا طلب منه عشرة جنيه كعمولة! عشرة جنيه كانت سبب إن حياتنا كلها تنقلب، محمد رفض لأنه حس إنه بيستغله من يومها، لكنه ما سبش أخويا في حاله، كل شوية يتنمّر عليه، ويستفزه بالكلام قدام الناس».

يوم الحادثة كان عاديًا مثل أي يوم آخر، حتى تحول فجأة إلى كابوس، أحمد يتحدث عن تفاصيل تلك اللحظة قائلا: «كنت في الشارع قريب منهم، عبدالباسط بدأ يتخانق مع محمد، استفزه بكلام جارح زي عادته، وقال له: "تعالى نخلص الموضوع بعيد عن الناس، أخويا كان طيب جدًا، وما بيحبش المشاكل، راح معاه وهو فاكر إنه كدة بيحل الموضوع".

«الأم في قلب المأساة».. كيف شاهدت والدة «ياسمين» لحظة مقتلها على يد زوجها؟

«بابا فين؟»

«اللى حصل بعدها كان غدر، عبدالباسط خدع محمد، وضربه بالمطواة في صدره ضربة واحدة، الضربة كانت كافية إنها تنهي حياته، محمد وقع على الأرض، والمتهم هرب، الناس حاولوا يساعدوه، لكن ما كانش فيه أي أمل، الطعنة كانت عميقة، وجت في مكان خطير».. قالها شقيق المجني عليه وقد دمعت عيناه.

زوجة محمد تعيش الآن صراعًا صامتًا بين الحزن والقلق على مستقبل ابنها: محمد كان كل حاجة بالنسبة لنا. كان دايمًا يقول لى: «ربنا رزقنا بآدم علشان يبقى نور حياتنا.. أكبر وجع دلوقتى إن آدم يسألنى كل يوم: بابا فين؟، وأنا ما عنديش إجابة، كان حلم محمد إنه يشوف ابنه يكبر في بيئة آمنة، دلوقتى، أنا اللى شايلة الحمل لوحدى. مش عارفة هقدر أعوضه غياب أبوه إزاى».

«حق محمد لازم يرجع»

آدم، الطفل ذو الخمس سنوات، لا يدرك بعد معنى الفقد. يحتضن لعبته الخشبية، يسأل باستمرار: «بابا هيجى إمتى؟»، لكنه لا يعرف أن غياب والده لن ينتهى أبدًا.

«رسم قلب وضغوط نفسية».. مخرجة تكشف الحالة الصحية لـ عمر زهران

بعد الحادث، هرب عبدالباسط من مكان الجريمة، تاركًا الحى في صدمة وذهول. النيابة العامة أصدرت قرارًا بضبطه وإحضاره للتحقيق. كما أمرت بفحص الأدلة الجنائية وسماع شهادة الشهود الذين كانوا في موقع الحادث.

شقيق ضحية جريمة فيصل- تصوير: محمد القماششقيق ضحية جريمة فيصل- تصوير: محمد القماش

أحمد شقيق المجنى عليه، يطلب العدالة: «أنا مش هسكت. والله العظيم مش هسكت. حق محمد لازم يرجع، وإلا هتفضل روحه تايهة. أخويا مات علشان كان طيب، وعلشان ما عرفش يعيش في دنيا الظلم».

للإطلاع على النص الأصلي
66
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات