أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أن الاكتئاب لا يظهر فجأة أو بشكل مفاجئ، بل يبدأ عادة بأعراض بسيطة مثل الشعور بالحزن أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة في الماضي.
وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «راحة نفسية»، المذاع على قناة الناس، الأربعاء: «أحيانًا يبدأ الاكتئاب بأعراض طفيفة مثل الحزن العابر أو فقدان الشخص لشغفه بأشياء كان يحبها مثل الطعام أو النوم، أو فقدان الرغبة في الخروج وملاقاة الأصدقاء».
وأوضح أنه في حال بدأت هذه الأعراض تتزايد أو تستمر لفترة طويلة، يجب أن يبدأ الشخص بمراجعة ظروفه الحياتية، وعندما تزداد هذه الأعراض، هناك علامة حمراء يجب أن ينتبه لها الشخص، وهي بدء الشعور بالإحباط وفقدان الأمل، وهنا يجب التفكير في التغيير والبحث عن طرق للخروج من هذه الدائرة السلبية.
وأشار إلى أن أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون هو الانغلاق على النفس والعزلة، وأن أكبر خطأ يمكن أن يقوم به الشخص عند بداية الاكتئاب هو الانغلاق في غرفة مظلمة دون التواصل مع الآخرين.
وأضاف: «الحركة والتفاعل مع الحياة هي العوامل الرئيسية التي تساعد في مواجهة الاكتئاب، الخروج في النور، ممارسة الرياضة، والقيام بالأعمال الخيرية جميعها عوامل مضادة للاكتئاب».
كما أكد أن النشاط الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الاكتئاب في مراحله المبكرة، قائلًا: «من الضروري أن يخرج الشخص مع من يحبهم، يسافر إلى أماكن يفضلها، أو حتى يتحدث عن مواضيع جديدة ومتنوعة، فهذا يساعد في تخفيف الشعور بالحزن».
وأعرب عن أن الاكتئاب قد يكون له أسباب بيولوجية في بعض الحالات، مثل الخلل الكيميائي في الدماغ أو الاستعداد الوراثي، مشيرًا إلى أن هذه الأنواع من الاكتئاب تكون أكثر صعوبة في التعامل معها بدون علاج طبي متخصص، لكن، الكثير من حالات الاكتئاب يمكن أن تتحسن من خلال التغيير البيئي والنفسي، مما يجعل التفاعل مع الحياة والمحيط مهمًا جدًا في العلاج«.
