كتبت- سهر عبد الرحيم:
كان دائمًا ما يوجه عائلات الأسرى الإسرائيليين اتهامات للحكومة الإسرائيلية بتخليها عن ذويهم في قطاع غزة لأسباب سياسية، والقيام بمظاهرات للضغط عليها، وكان آخرها مساء أمس السبت، إذ تظاهر الآلاف دعمًا لأهالي الأسرى ومطالبة بإكمال جميع مراحل الصفقة.
وانطلقت المظاهرات في أنحاء البلاد للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، على خلفية تسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدفعة الرابعة من صفقة التبادل بالإفراج عن كيث سيجل وياردين بيباس وعوفر كالديرون.
وطالب المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية بعدم إيقاف اتفاق إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار، والاستمرار بمراحله المختلفة ورفض التخلي عنه أو أي محاولات لتخريبه من قِبل الحكومة حتى إعادة آخر أسير للديار.
وأرجعت عائلات الأسرى الإسرائيليين الفضل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل لصفقة التبادل وعودة ذويهم، قائلين "لولا الرئيس ترامب لما كانوا معنا اليوم".
وأضافت العائلات مخاطبين ترامب، أن نتنياهو سيحاول أن يراوغ كما راوغ مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فلا تسمح له، كما نرجو أن تقوم بكل ما يلزم لعودة باقي الأسرى فنحن نواجه حكومة وحشية حاولت التخلي عن الأسرى وزرع الفرقة بيننا.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، أمس السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء المتطرفون يحاولون إفساد صفقة التبادل، متابعة، نرى حملة إعلامية في إسرائيل هدفها تبرير استئناف الحرب وإلقاء اللوم على حركة حماس.
وبعد التوصل للاتفاق، أرجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجاح التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس إليه، قائلًا إن "الاتفاق لم يكن ممكنًا لولا جهود إدارته الجديدة، ولو لم يكن منخرطًا في هذه الصفقة، لم تكن لتتم، وربما لم يكن الأسرى ليتمكنوا من رؤية الحياة مرة أخرى".
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقرير لها، قالت فيه إن ترامب قد أرسل مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى رئيس الوزراء نتنياهو برسالة واضحة مفاداها "لقد حان الوقت لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وقال ويتكوف لنتنياهو، "لقد كان الرئيس صديقًا عظيمًا لإسرائيل، والآن حان الوقت لتبادل الصداقة"، وفق الصحيفة الأمريكية.
وتتجدد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول إمكانية العودة إلى القتال في قطاع غزة، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، أن نتنياهو عقد جلسة نقاش مع كبار مسؤولي الدفاع، حول خطط عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى القتال في غزة، ما يثير الشكوك بشأن التزامه باستكمال الاتفاق.
وفي محاولة إقناع الوزراء المتطرفون للموافقة على الصفقة، قال نتنياهو في جلسة المجلس الوزاري التي صدقت في يناير الماضي على الاتفاق، "تلقينا ضمانات من كلا الرئيسين الأمريكيين الحالي دونالد ترامب والسابق جو بايدن، بأنه إذا فشلت المرحلة الثانية من الصفقة ولم تقبل حركة حماس مطالبنا الأمنية، فسنعود إلى القتال المكثف بدعم من الولايات المتحدة".
وتوصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق وقف الحرب التي استمرت 15 شهرًا، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، وسلمت الحركة بموجبه 4 دفعات من الأسرى الإسرائيليين.
أمس السبت، سلمت حماس 3 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، والخميس الماضي أفرجت عن 3 أسيرات إسرائيليات و 5 تايلانديين ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل مقابل 110 فلسطينيًا من سجون الاحتلال.
وفي وقتٍ سابق سلمت الحركة 3 أسيرات إسرائيليات ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل مقابل الإفراج عن 90 معتقلًا فلسطينيًا، وفي الدفعة الثانية سلمت 3 أسيرات إسرائيليات مجندات مقابل 200 معتقلًا فلسطينيًا.