في أعماق وديان متنزه ووليمي الوطني في نيو ساوث ويلز بأستراليا، تنمو واحدة من أندر الأشجار في العالم، والتي ظن العلماء أنها انقرضت منذ ملايين السنين، حتى تم اكتشافها بالصدفة عام 1994.
ما هي شجرة ووليمي؟
تنتمي شجرة ووليمي (Wollemia nobilis) لعائلة نباتية تعود إلى أكثر من 200 مليون عام، وهو ما يجعلها من بقايا «عصر الديناصورات».
كانت هذه الشجرة مفقودة تمامًا، حتى عثر عليها ديفيد نوبل، أحد موظفي المتنزهات الوطنية، أثناء استكشافه لوادٍ في مكان مهجور، حيث لاحظ نوبل شجرة غريبة الشكل بجلد يشبه الشوكولاتة الذائبة وأوراق تشبه السرخسيات، وعندما نقل العينات للخبراء، تأكد أنها نوع نباتي لم يكن معروفًا من قبل.
ووفقًا لـ «forbes»، بدأت السلطات الأسترالية بعد تأكيد أهمية الشجرة العلمية في فرض قيود صارمة لحمايتها، وظل موقعها الدقيق سرًا لمنع السرقة أو نقل الأمراض إليها، وحتى الزوار المسموح لهم برؤيتها يخضعون لإجراءات تطهير دقيقة لحمايتها من الفطريات المدمرة.
ورغم ندرتها، لم تعد شجرة ووليمي مجرد نبات محمي، بل أصبحت رمزًا للحفاظ على التنوع البيئي، وتمت زراعة شتلاتها في حدائق نباتية عالمية مثل الحدائق الملكية في سيدني ولندن، كما تم تقديمها كهدية دبلوماسية بين الدول لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة.
هل يمكن زراعتها الآن؟
في 2005، تم إتاحة شجرة ووليمي للزراعة في الحدائق والمنازل، في محاولة لحمايتها من الانقراض ومنع إزالتها من بيئتها الطبيعية، وعلى الرغم من أن الشراكة التجارية انتهت عام 2010، إلا أن مئات الأشجار الصغيرة تزرع حول العالم حتى اليوم.
وحتى الآن، لا يزال هناك 46 شجرة ووليمي بالغة فقط في موطنها الأصلي، مع عدد قليل من الأشجار الصغيرة، ويواجه هذا النوع تهديدات متعددة، أبرزها حرائق الغابات، حيث دمرت حرائق 2019-2020 عددًا من هذه الأشجار النادرة، إلى جانب خطر التغير المناخي والأمراض النباتية.